...................
. محمد بطمة
..................
الكائن الحي صاحب العقل يعْبث بالكائن الحي بلا عقل ..
الجسد العربي بلا روح ..اَنذاك قسّمته اتفاقية سايكس بيكو ....وبقي العرب يحملون هذا التقسيم في أذهانهم ..وكأنّه قاعدة فقهية ..يُقسّمون كل الأشياء ما يملكون وما لايملكون ...
الجار عرِف كيف تُؤكل الكتف ..فاعترف بجاره وما يُضاف له .حتى لا يُنازعه عن تـوسّعـاته ..وبقي الحال كما وقع للعراق والكويت واليمن والسودان وهلمّ جـرّا..
العمل السياسي يحضر أحياناً على موائد السياسة ..فالكل يُحاول أن يستعمِر منطقة تهواها مـعدّته التي لا تفقه في السياسة شيئاً ..
...
وأنا على مائدة من نفس كلامنا ...تسارعَتْ العملية بدون مقدّمات ..حيث شمّر أغلبهم على سواعدهم ..ونزع أحدهم معطفه ...وكأنّ المعركة مصيرية ...
في البداية أخذتُ بيدى سكّيناً وشوكةً وكأننى جُنديُُ مُحاربُُ يُدافع عن شقروات فرنسا خوفاً من غزو الألمان أثناء الحرب العالمية ..
فكّرتُ بسرعة الكمبيوتر ..هل التقطيع سهلاً ..كما كنتُ أُقطّع العروض ...أوكما كنتُ أرتّبُ الحروف المتقاطعة بجريدة الشّعب مساء كل اثنين ..أم أنّها لاتقبل الاّ الـنّهـش والـتّمزيق بالأسنان ..
لمّا مُـدّت الأيادي ..تأكّدتُ من معنى الـنّهب ..وما نهـبت أمريكا من الدول الصديقة لها من بترول ومال ..
وأنا أتبادل الحوار مع نفسي ..قـرّرتُ كما تُقرّر الحكومات المُتعبَة ..أن لا أتنـاول من الـدّماغ شيءاً ..فقد يكون الـخروف بليدأً فيزيدنى بلادةً ..
الـتَـهَمْـتُ بيدى أظلافاً مُخَـبّـأة على طول العمود الفقري ..أتبعني أحدهم ..فتركناهُ كالسكّة الـحديدية الرابطة بين وهران وغار جبيلات ..مروراً بالمناطق الرعوية الغنّية بالحلفاء والكلإ..حيث ترعي الأغنام بالمشرية والنعامة ..
تذكّرتُ تفاصيل دروس أستاذ العلوم الطبيعية حول الهيكل العظمي ..ها هو عظم الترقوة .وهاهي الأطراف التي نعانق بها الحياة ..وهاهي أضلع الصّدر على شكل طوابق عمارات شاهقة لم تُوزّع بعد ..
..
باختصار غاب الحديث والحكمة والسياسة ..ولا تسمع الا صكصكة الأسنان والأضراس ..ولا ترى الاّ أصابع تنبش ..كما ينبش الوسترن عن الذّهب في مناطق كاليفورنيا ..
في خلال ربع ساعة ..تعرّت المناطق الشّمالية فلم يبق ..لا ..الاتحاد الاوروبي ولا المنظمة العالمية للتغذية ..الكل صورة لمدن عربية خرّبها الـدّمار ..
رغم ذلك تفطّن ـحد العارفين الى الجهة الجنوبية فانهارت دول عدم الانحياز الواحدة تلو الأخرى ..,تبعتها دول المشرق ..والمغرب ..حتى وصل بنا الحال الى رأس الرّجاء الـصّالح ..
هنا توقّف الجميع خوفاً من الإبحار في محيط الكلسترول والدُّسم الثلاثية ..
..
حين رُفِعت الـمائدة ...عُدنا الى أدراجنا مُروراً بالصُـومال واثيوبيا ..
حيث زاد الوزن و غاب العقل وتحدّث البطن عن التعاون الإنساني ومنظمات الإغاثة والهلال الأحمر ودورهما التطوّعي ..والـصّدقات والزّكاة ..والإخاء والإيثار ..وإطعام عابر السبيل ..واحتياجات المسكين ..
إفـتـرق الـجـمـيع على خـروف أصبح في خبر كــان ..
..
. محمد بطمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق