الأحد، 29 نوفمبر 2020

 ..................

نور الدين الحسيني

................



هذا الصباح
ليس ككل الصباحات
أقبل يتسربل في النقاء
أيقظني على بسمة من نور
وعصفور جميل يترشف دمعة طل
قدمها نادل السّحر في بتلة من فضة
قبل ان يركب غيمته الندية
ويمضي في البهاء
هذا الصباح جاء على غير عادة الصباحات
جاء في الأغاني العتيقة التي اعشقها
سألني ان كنت أفضل اغنية بعينها
لكنني فضلت كل الكوكتيل
كيف عرف الصباح نكهة أذني وقلبي
وأنا المنعزل في ماضيّ
بين حيطاني الغارقة في ليل سرمدي ونهار أشيب؟
مضى هذا الصباح في إكرامي
حباني بقهوة لم أتذوق طعمها
مذ جمعت أمي أوانيها
وغادرت
تشبه قهوة أمي
كيف عرف طعم قهوة أمي
ولون قهوة أمي
وهيل قهوة أمي؟
أترى أمي أرسلت معه فنجان قهوتي التي لا يدرك أحد سواها
سرٌ وصفتها؟
حتى الفنجان
يشبه فنجانا قديما خصتني أمي به
وكانت تخبئه
كلما سافرت
هذا الصباح خجول أيضا
يهمس كقلادة حنون تطوق جيد عاشقة عذراء
دعاني الى جولة على جناحيه
بين السنابل المتواضعة
حيث قطعان أغنام ذلك الطفل من اصناف الحلازين
ما زالت ترعى مطمئنة
والراعي غافل عنها
سادر في المدى
رفرف الصباح بجناحيه وحط بي
لكن الطفل لم يعبأ بوجودي.
هذا الصباح بالغ في إكرامي حتى خشيت أن يضيع وجهتي اليومية
فطلبت إليه أن يرحل
فأنا لا خيار لي إلا ان أكون أنا
الآن وهنا
نور الدين الحسيني 27 نوفمبر 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق