...............
مرشد سعيد الأحمد
..................
قصة قصيرة
بقلم: مرشد سعيد الأحمد
الاحترام المفقود
بدأ خلف حياتهِ منذُ وِلادته إنساناً أنانيا مُحِباً لنفسهِ في عائلة ميسورة الحال بقريتهِ تل ألمگأصيص الواقعة بالقرب مِن السد المائي الذي تم إنشاؤه حديثاً
فكان يسرق أقلام زملائِه في المدرسةِ ودفاترهم
ويحاولُ اَلتَّقَرُّب من معلم المدرسة من خِلال نقل معلومات كاذبة له عن زُمَلَاؤُهُ وعن أهاليهِم لكسب وده والحصول منه على درجات وامتيازات دون وجه حق
استمر بهذا السلوك في دراستهِ الإعدادية والثانوية
وبعد التحاقهِ بالجامعة استطاع بهذا السلوك وهذه الأخلاق أن يتعرف على الكثير من المسؤولين وأصحاب الشأن في الجامعة وخارجِها وأصبح قيادياً في منظمة الطلبة الجامعيين.
بعد تخرجه من الجامعة وتأدية الخدمة الإلزامية
تعرف على بنت أحد المسؤولين بغية الوصول إلى منصب مناسبة يحلم به من خلالهِ
فاستخدم كل خبرتهِ في الكذب والمراوغة لإقامة علاقة عاطفية معها واستدراجها إلى شقتهِ السكنية بعد أن شعرت منه بالثقة والأمان فاعتدى على عُذْرَتَيْهَا مما دفع أبوها إلى قبوله بزواجها منه.
لكن هذا الزواج تحول إلى وبال عليهِ وعلي حياتهِ
فبدأت توبخُه طالما تجده بجانبِها ولا تحترمهُ وتعتبرهُ إنسان نذل غدر بِها بعد أن وثقت به
حاول التقرب منها وكسب ودها وخاصة بعد أن استطاع بأساليبه الوصول إلى منصب من الدرجة الممتازة من خلال تقديم لها بعض الهدايا من ألبسة أو صيغة ذهبية في بعض المناسبات مثل عيد ميلادِها أو عيد الحب وغيرها لكنة دون جدوى.
راودته أفكار مختلفة للخلاص من هذا الجحيم في حياته وخاصة بعد تسلمه هذا المنصب الذي قد يحتاج إلى زوجة ترافقه في زياراتهِ الخاصة وحفلاتهِ لأصحاب الشأن اللذين ساعدوه للوصول إلى ما يحلم به.
حاول الزواج بزوجة أُخرى من عائلة ذات سمعة سيئة
ليستطيع من خلالها تقوية علاقاته والوصول إلى موقع أعلى لكن هذا الزواج فشل عندما علمت زوجته كنانة به
وقامت بتوبيخه في مكتبه وتهديده بكشف كل أوراقه
أمام الجميع.
بعد أن كُشِفت حقيقة حياته ومشاكله الزوجية بدأ يسأل ويستشير كل من يزوره عن طريقة لحل هذه المشكلة وكسب محبة زوجتهِ وأولادهِ اللذين أصبحوا يتطاولون عليهِ أحيانا.
عرض عليهِ أحد المنافقين اسمه علاوي طريقة تتلخص بأن يقوم بعقد اجتماع موسع ويرسِلُ السائق ويُحضِر زوجتهِ ويَطلبُ مِنها أن تجلِس بالاجتماع وتشاهد مكانتهِ وإمكانياته في القيادة وان الجميع يهابهُ ويحترِمهُ
لكِن المفاجئة كانت صارمة للجميع عندما دخلت قاعة الاجتماع وقالت له بالعامية:
# يا قليل الذوق لماذا أيقظتني من نومي؟
حتى أتصبح بوجهك القبيح واسمع كذبك ونفاقك
ألا تستحي من هذا التصرف بحضور هؤلاء الناس الأكابر
الذي يجلسون بكل أدب واحترام وأنت الوحيد تمسك بالمايكروفون وتثرثر وتنافق
واعلم يا قليل الأصل أن قمة الغباء أن يستغبي شخص منافق مثلك لمجتمع يعرفهُ ويعرِف معدنهِ وتاريخهِ الأسود والمشبوه #
مما دفع خلف أن يقوم بتطليقِها والطلب من أفراد الحراسة بإخراجها من القاعة بالقوة.
وفي اليوم التالي طلب صديقهِ علاوي وعاتبهُ عِتاباً شديداـ وتحميلهِ مسؤولية ما جرى له ولزوجتهِ ولأسرتهِ
فرد عليه قائلا:
بعد الحادثة التي جرت يوم أمس توصلت إلى نتيجة مهمة مفادُها أن الرجل الذي يفقد احترام زوجته
من المستحيل أن يستطيع اِسْتِرْجَاعه لأن الأنثى
هي كالبحر، جميلة في مظهرها جحيم في غضبِها غامِضة في أعماقِها!
انتهت
بقلم: مرشد سعيد الأحمد
ملاحظة: أنا لا أقصد أحد ولا اسمح لأحد أن يسقطها أويتهم بها أحد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق