الاثنين، 30 نوفمبر 2020

 .................

حسن هكاري

.................




الارتباط المصيري
قصة قصيرة
بقلم الكاتب
حسن هكاري
في يوم ما وعن طريق الصدفة لفت نظري لاسم نادر غير متداول في بيئتنا الاجتماعية استوقفني. الاسم وعز علي ان استقصي عن هذا الاسم ( هناء) وبعد عدة محاولات و استفسارات معينة وافقت ( هناء) على طلب الصداقة ولكن كانت متحفظة بشكل شديد و كانت تستفسر عن كل كلمة او تستفز من اية صورة ما قد تكون متحررة نوعا ما
وبعد مد وجزر أصبحنا أصدقاء و لكن وبعد كل يوم يمر استكشفت فيها صلات كانت مرسومة في خيالي لفتاة أحلامي منذ ان تخطيت فترة المراهقة وكنت ارى فيها الصفاة المكنونة في تفكيري لغالبية تصرفاتها و افكارها وتبين ان غالبية المشتركات لتصرفاتها
الحسية و الذوقية و بتفاصيل مملة قد تكون متشابهة فيما بيننا و كانت ( هناء) لها الفضل لاهتم بامور حياتية معينة كالكتابة او التفكير بامور حسية معينة تعجبت لكثرة المشاركات التي تجمع فيما بيننا فكلما تعمقت باستفسارات ما تفاجئت تكون هي مثلي.
حتى تاريخ يوم الميلاد و ظروف ألمت بالعراقيين غالبيتهم من افعال الأحزاب السياسية و طريقة العنف و الاعتقال وبالقتال و التعذيب فقط بسبب اختلاف العقائد السياسية فعلا تضررت عوائل كثيرة جداً و اصبحت مآسي لاحقت غالبية الأسر العراقية
السجن و القتل و النفي و التعذيب الجسدي و حرمان الأولاد من الآباء في اجواء المعتقلات وظروف الزيارات المملة ان كان تيسر ذلك.
في كل يوم جديد كنت ارتبط ب ( هناء) بعلاقة إنسانية أعمق وتحولت الرغبة لدى
( عيسى) لحب شديد تجاهها وكان يتمنى ان تكون من نصيبه منذ ان وعي للارتباط ولكن الرغبة لم تتحقق بسبب ارتباط الطرفين بزيجة قديمة فاشلة ودون المستوى المرغوب بها انسانيا و حسيًا وذوقياً وكان ( عيسى) يتحين الفرص لطرحها على ( هناء) ولكن كانت تفشل بسبب تزمتها الديني والاجتماعي
وكانت دوما تحاول التهرب وتطرح بدائل أخرى على صيغة علاقة اخوية صرفة.
وكان
( عيسى) يحس بها و يعلم علم اليقين انها تحبه و لكن لوجود هذه العوائق المذكورة سابقا لاصبحت العلاقة غرامية عنيفة لتعطش الطرفين لمثل هذه المشاعر المفقودة للطرفين و تعمقت العلاقة بينهمها
بصيغة ادمان لذيذ اي اصبح كل طرف حريص على ان يتحدث مع الطرف الآخر و لكن هناك دوماً تيارات هوائية بما لا تشتهي السفن ؟؟؟
لقد تفاجىء ( عيسى) بتذكيره بيوم ميلاده !!
ربما تكون ( هناء) اول وآخر إنسان يفكر بهذه الذكرى العزيزة و التي فقدها ( عيسى) من ذاكرته بسبب المصائب و الإهمال و المشاكل التي ألمت به عبر تاريخ عمره الطويل فكيف لا ينحني بقامته لصديقته الفاضلة ( هناء) بعد ان تمنت له بعمر طويل و حياة سعيدة و لكن اية حياة سعيدة من دونها حتما ستكون ليس لها طعم و رغبة.
رغم علمه بحقيقة الواقع الذي هم فيه في ظل العلاقات الاجتماعية المنغلقة.
فكتب لها عزيزتي الفاضلة ( هناء) قد تكوني اول و اخر شخص يذكرني بهذه الذكرى العزيزة لكون الظروف والمشاكل التي تحيط بي شخصياً لم احس بذلك و لكن مع هذا اتمنى لك كل خير و سعادة و حياة سعيدة لكِ مع شكري واحترامي الشديد لكِ
هكذا يعيش الإنسان الشرقي في مثل هذه الأوضاع بعيداً عن ابسط حقوقه الإنسانية بسبب التخلف و التشدد .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق