..............
سعيد عزب
.............
تجاره القمامه وانعكاساتها على السلوك العربى .
--------؛---؛؛ -------------،؛؛؛؛؛--؛؛؛ -؛؛؛؛؛؛ --؛؛؛؛؛
أصبحت تجاره القمامه نوع من التجاره المستحدثه والتى عرفتها الدول العربيه فى أوائل العقد الثامن من القرن الماضى .
وذلك مع بزوغ علامات العز ومظاهر الرفاهية وافول كل أشكال الفقر المدقع نتيجه لعوائد البترول وظهور السفه الاستهلاكى على انظمه المنطقه وشعوبها .
..
وما استتبع ذلك من ظهور فضلات الاستهلاك على غالبيه الأفراد والأنظمة .
حيث أظهر ذلك العديد من المشاكل والسلوك الغير سوى ...
وجدير بالذكر هنا ان نستوضح الفرق الكبير بين تجاره الروبابيكيا وتجاره القمامه ...
فالأولى هى مخلفات الإنتاج او اثاث المنازل المستغى عنه والتى يتم دفع مقابل لها لشراءها
واعاده بيعها مره أخرى.
وهذا الأمر مقبول منطقيا ..
.
أما القمامه فهى مخلفات السلع الغذائية والمنازل والتى يتم دفع مقابل مادى لتجار القمامه للتخلص منها ..
وبالتالى فإن تاجر القمامه يحصل على مقابل مادى نتيجه رفع القمامه وايضا على مقابل مادى نتيجه اعاده فرز القمامه وبيعها مره أخرى ..
وبالتالى تعد تجاره القمامه من اكثر أنواع التجاره ربحيه من غيرها من أنواع التجاره الأخرى حيث انها لاتحتاج سوى قليل من احط التفكير والمجهود البدنى عند اقل مستوى فقط ..
كل هذا ليس مهما ولكن الأهم من ذلك هو انعكاس ثقافه تجاره القمامه على سلوك الغالبيه من شريحه كبيره ليست بالهينه.
واتخذت من ثقافه الكسب السريع وبأقل تكلفه وأقل مجهود مبدأ للتعايش واعتباره سلوك يجب ان ينعكس على كل مناحى الحياه ..
وهكذا انسحبت هذه الثقافه إلى كافه مجالات الحياه سواء الأقتصاديه بالاتجارفى اردأ انواع السلع.
والمجال الزراعى باستخدام الهرمونات المسرطنة لزياده المنتج الزراعى بصرف النظر عن صحه المواطنين .
وكذلك المجال العلمى بالتوسع فى التعليم الخاص الأقل مستوى فكريا وعلميا وانتشار الغش الجماعى وتمرير النتائج لتحقيق مكاسب سريعه .
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل انسحبت ثقافه تجاره القمامه وبدأت رائحتها الكريهه تفوح من بلاتوهات السينما وعلى خشبات المسارح.
واستوديوهات الاعمال الفنيه بل حتى فى اللقاءات الثقافيه والحواريه .وفى نشرات الأخبار والإعلام كافه..
وكانت النتيجه انعكاس كل هذا فى أدبيات وسلوكيات المواطن العادى فى الشارع والعمل والمنزل ...اكسب وأجرى ..
وفى المقابل تم إهمال البحث العلمى وهروب الكفاءات العلميه والانصراف عن الصناعات الثقيلة والمغذيه.
وانتشار الجهل وضحاله الثقافه وتفشى الإرهاب فى كل المجتمعات العربيه وزياده الفقر إلى نسب عاليه لاتتناسب مع ثراء الدول ..
وللأسف انصرفت ثقافه القمامه إلى عقول وفكر الكثير من الانظمه وبعض الحكام .
وكأن مقاولات الهدم أصبحت أكثر ربحيه من مقاولات البناء ..ولننظر إلى حال كل الدول العربيه
وما آلت إليه والكل قد ساهم فى هدمها.
ان البحث عن الذهب هو الأكثر تكلفه من غيره ولكنه يجعلك الأكثر ثراءا من الآخرين ..
متى نتوقف عن تجاره القمامه والهدم ..
ونبدأ فى تجاره البناء والذهب.
مادهاك أيها الثرى العربى
كم حاويت من الفضائل والاثام
فلو ان للآثام اليوم رائحه
لزكمت منها أنوف الآنام.
سعيد عزب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق