السبت، 29 أغسطس 2020

..............
 ابراهيم محمود الرفاعي
.........





بلقيس
سبأٌ خبت قد لفها الترميسُ=ودليلُها هتكَ الدُجى بَلقيسُ
نورُ الجمالِ بلبها فخر النهى = نظرٌ لها فاقَ السراةَ نفيسُ
حفرتْ على جيدِ الزمانِ وسامَها = درٌ على خد الورودِ يميسُ
ملكت قلوباً فاستوت في عرشها = بالحب تروي قومَها وتسوسُ
تزنُ الأمورَ بحكمةٍ ورويةٍ = فلها الذكاءُ وفي الخُطوبِ رئيسُ
سمع الحكيمُ بسمتها من هُدهُدٍ =قد كان قبلاً في البلاد يجوسُ
ما عابها إلا السُجودُ لغاسقٍ = فوراء كلِ جريمةٍ ابليسُ
فغدا سليمانَ النبيِ رسولهُ= يطوي الدروبَ وفي الجناح طُروسُ
ألقى إليها بالامانةِ واثقاً = وقيادةُ الجيش الجسورِ جلوسُ
قُرِئ الكتابُ مُبسملاً وبمتنهِ = لله يَعنو القلبُ والتقديسُ
وتواضعوا مُستًسْلمين لربكم = فالشركُ إن شابَ القلوبَ بَخيسُ
حُسنُ الكَياسة دأبُها بلْ رُوحها = فمضتْ تُشاورُ شَعبها وتَحوسُ
يا أيُّها المَلأُ العضودُ ورُوحنا = جَللُ الكتابِ على القُلوبِ وَنيسُ
يَدعو لأمرٍ ما عهدنا مِثْلهُ=أفتوا الأميرَ فرأيكُمُ محْسُوسُ
فأجابها جُنْد الحمى بَحميةٍ = وبصوته التهديد والتَّحميسُ
نَحْنُ الأُباةُ وسيفُنَا يَحني العِدا = امضِي فبأسُ عدونا المنكوسُ
فَلَكِ الأمورُ ونَحنُ طوعُ إشارةٍ= فالرأيُ منْ رأسِ القُرومِ أنيسُ
فأجالت الرأيَ الفطيرَ بصيرة = ورنت كأمٍ بالخطوبِ تقيسُ
إنَّ المُلوكَ إذا استباحوا أمْرنا = يحيا الفسادُ ويُنحرُ القديسُ
فلأبعثن هدية فتانةً = للغورِ تسبرُ فالزمان عبوسُ
فأجابً مَنْ يُرضي الإلهَ بسعيهِ=والقلبُ في رَوضِ العُلا مَغْروسُ
ماهزني ماسٌ فإن لمْ تَهتَدوا = سَيَسُدُّ عرضَ الخَافقين خَميسُ
فَمضت إليه والنفوس سَعيدة =والقلبُ من فيض السُرور عروسُ
وكذا الحَكيم يَسُدُّ ثقباً مُهْلكاً =كيلا يَعيثَ بقومه التنكيسُ
الشاعر
الأستاذ ابراهيم محمود الرفاعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق