................
سعيد عزب
.................
من رحم الحياه ...
يأتي الخريف.....
وتتبرج الأشجار....
وتتخلى عن ثيابها .....
وتكشف عن سيقانها ....
وتسقط الأوراق والأزهار ....
ضائقه متمرده....
مما فعله الصيف بها ....
فقد أزهق منها الأرواح .....
وأبكاها من لهيب الزمهرير ....
منتظره الشتاء ....
كى يحنو عليها بزخات المطر....
كى تعود إلى ثوابها..... ،
وتتوب إلى بارئها....
وترتدي حله جديده ....
وتستر نفسها.... كي ترضي ربها ،
وتبعث الحياه من جديد ....
.وتنبت الازهار والثمار،....
وقد اعتاد.قلمى....
أن لا تصاحبه الحروف.....
إلا إذآ وافقت مرماه ....
وأسرت إليه .....بصادق الأفكار
فهو عصى وعنيد ....
ويبرأ دوما من كل وضيع يلقاه ،
صديق وفى.... لنظم السطور و للأوراق ،
وعاشق للحياه.... وموجدها ....
وفكره الخلود والإختيار .....
يأبى أن يطعمها بغير الحقيقه
اوما يصدق فيه قولا.....لا إنبهار
القلم وصاحبه أسيران ....
لبعضهما البعض ...
قصه عشق خالده....
لايفسدها الهوي.....
ولا الأيام تمحوها ....
خالده خلود الروح ....
ضياؤه لاتطفئه الرياح....
ولا الأهواء تثنيه.....
عن صاحب الأفكار ....
ويأتي الخريف كل عام....
بعد.ثلاثه من الفصول المناخيه
ليذكرنا بإقتراب الرحيل من الحياه ،
وحينها سنترك.... الأوراق والاقلام ....
وتبقى الكلمات...
تتناولها العيون والعقول ،
ويتسرب الضعف والهزال...
كل شىء فى الحياه ....
حتي اوراق الشجر .....
تصاحب أوراق العمر ....
فى السقوط ،...وفى الزوال
و تبدا فروعها فى الاختفاء
لتلقي مصيرا مغايرا للحياه
ويعقبه الشتاء ،....
ليحصد مايريد من أرواح البشر
ومن نضجت أعماره .....
وأستوفي حقه كاملا.. من الحياه
وبعد أن يتسرب الوهن لكل المفاصل
وكامل الأبدان .....
ليعقب الربيع ماكان ....
ليجهض اليأس.... والهموم والكآبه
وماخلفه الشتاء ....من الأحزان
ويحمل فى رحمه.... الحياه من جديد
لكل الكائنات مبتهجا ....
بإنتصاره على الأحزان .....
والألوان القاتمه السوداء....
ومعه كل ألوان قوس قزح ....
ويبعث الزهور بالعطور....
لينثرها فى كل ربوع الارض....
وفى النفوس لتنبت.....
الحياه من جديد ....
ويبدأ القلم فى كتابه....
أسماء المواليد ....
وكتابه المصير....
لكل البشر والطيور والنبات ....
بعدما أقتلعت رياح الشتاء ....
جذور الآباء والأجداد .....
وهكذا دائما .....
من رحم الموت ....تبعث الحياه...
سعيد عزب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق