...................
عمر أحمد العلوش
.....................
( أجلُ جمال )
كل قلب قادر على استيعاب أعظم جمال للوصول لأجل جمال .
ولهذا مقتضيات ، فعند الشعور بهذا الجمال العظيم المهتاج بين جوانحك يستدعي استنهاض طاقتنا وقدرتنا للإرتقاء به للأسمى والأجل منه(أي الجمال) .
القلب المفعم بالجمال يريد من ذلك البدن ان يؤدي كل مقتضيات ذلك ، مسخراً كل قدراته لخدمة ذلك الجمال ووقفاً له ، وان يخضع البدن للقلب ، كل بما يحتوي ، ناسياً أن البدن يحكمه العجز من غرائز ولذات بدائية قد تطفو بين الفينة والاخرى .
هنا قد يقع ذلك القلب أسيرضعف البدن (لدى البعض)فلا يستطيع البدن والكيان وما يحتويه من مشاعر واحاسيس من مجارات ذلك الجمال الخافق بذلك القلب فيكون الضعف والسقوط وعدم القدرة على تذوق الجليل منه .
حينها يكون لا فكاك ولا مخرج لنا إلا الإرتقاء فوق تلك المحسوسات لننطلق للجمال الروحي الراقي المجرد عن الماديات لنأنس بالنعيم السامي و الوجدان الهادئ هناك .
إن الجمال الرائع في القلب وهذا الضعف بالبدن وعدم قدرته على مجاراته يقذف في الوجدان سلاماً ، وامام هذه العظمة نشعر برقي وبجلالة ذلك الجمال .
فلنرحل بهذا الجمال المعتلج بخوافقنا وبعجز أبداننا لنرحل لجماله المطلق حيث الوجدان المطمئن الراضٍ وننعم بضياء و إشراق نور ذلك الجمال ..
لهذا قالوا:
وَالَّذي نَفسُهُ بِغَيرِ جَمالٍ
لا يَرى في الوُجودِ شَيئاً جَميلا
أَيُّهَذا الشاكي وَما بِكَ داءٌ
كُن جَميلاً تَرَ الوُجودَ جَميلا
بقلمي :د. عمر أحمد العلوش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق