...............
غزوان علي
..............
(( الكرخيّة ))
كــــــرخيّةُ الحسنِ مَنْ باللهِ تشبهُهـــــا
لم تبقِ في حسنِها شمسًا ولا قمــــــــرا
تلكَ الجميلـــــةُ جلَّ اللهُ خالقُهــــــــــــا
تكادُ تأكلُهــــــا أحـــــــــداقُ مَنْ نظرا
اصطكُّ عشقًا اذا ما ذكرُهُـــــا خطرا
سأحمـــــــدُ اللهَ لـــــو يومًا تطاوعُني
وأشكرُ الحظَّ لو كفّي بهـــــــــا ظفرا
قد أرهقـــــتْ مهجتي بالعشقِ قـاتلتي
نفنوفُهــــــــا مثلُ قلبي جــنَّ وانكسرا
كمْ كانَ يلهثُ حـــولَ الخصرِ منجذبًا
وراحَ يلثمُ منهُ العطــرَ منهمــــــــــرا
يا خصرَهـــا أتعبَ العشّاقَ احــــرَقَنا
والطّرفُ يعصفُ منهُ النّورَ والشّررا
جــاءتْ مشمـــــرةُ الأذيالِ فـــــاتنتي
جمالُهــــــــا يُسكرُ الأرواحَ والبصرا
تمشي على مهـــلٍ والنُّورُ جلَّلَهــــــــا
آثارُ خطوِتِهــــــــا قد أورقتْ شجــرا
مِنْ أينَ جئتِ ومَنْ ألقـــاكِ في حدقي
يا حلـــوةً هيّمتْ في حسنِهـــا الشّعرا
تباركَ اللهُ فـي حســــنٍ بُلــــــيتُ بـهِ
قد ذوّبَ القلــــبَ حتّى انطقَ الحجرا
وإنّني رجــــــلٌ في الحــبِّ ذا بصرٍ
ولي فـــؤادٌ إليّهـــــــا يشتهي السّفرا
تكشَّفَ الثّوبُ حتّى شـفَّ عنْ جسدٍ
فيهِ مِن السّحـرِ شيءٌ يصدمُ البشرا
تمرّدَ الكــــلُّ فيهــــــــا غيرُ عابئةٍ
بمنْ يعيبُ عليهــا العُريَّ لو ظهـرا
يا صدرَهــــا كبرياءُ الشّمسِ هيبتُهُ
رأيتُ فيهِ لواءَ الحسنِ قــــــدْ نشرا
إذا ترجــرجَ مثلَ المـــــوجِ مندفعًا
حسبتُهُ البحـــرَ موّارًا إذا هـــــــدرا
كأنّمـــــــــــا مشبكُ الأثوابِ يخنقُهُ
فمزَّقَ الثّوبَ غيضًا بالذي شعــــرا
تكوَّرَ النّهـــــــــدُ حتّى صارَ مأذنةً
صلّتْ لهُ العينُ شوقًا كلّمــــــا نفرا
تغفو النّوارسُ في شطآنِ نظرتِهـــا
سربُ الفراشِ على اهدابِهــا انتثرا
قد اسبلتْ شعرَهــا نهرًا على كتفٍ
فعادَ ليلًا على اكتافِهـــــــا انحــدرا
البحرُ يغفو على أقدامِهــــــــا ثملًا
والرّملُ قبّلَ مِنْ خطواتِهــــا الأثرا
والرّيحُ تمسُكُ ذيلَ الثّوبِ ترفُعُــــــهُ
قد طوّقتْ خصرَها فاسّاقطتْ مطرا
معبودةَ الحسنِ لحنُ الحبِّ في شفتي
يغـــــــازلُ الرّمشَ والخدّينِ مستعرا
حبّي بحجمِ اتّساعِ الكـــــونِ سيّدتي
وكــانَ يزدادُ عمقًا كلّمـــــــــا كبرا
وخَلّفتني حسيرَ الطّرفِ اتبعُهـــــــا
طفـــــــــلٌ يتيمٌ وفـــي أثوابِهِ عثرا
قبّلتُها في عيونِي الشّوقُ حينَ مضتْ
بالقدِّ تختالُ مثلَ السّيفِ لو شهـــــرا
أسعى لها وسهامُ الطّرفِ تقصدُني
يا ليتني متُّ فوقَ الصّدرِ منتحــــرا
.............
شعر ورسم/ غزوان علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق