...................
عبد الفتاح حموده
...................
القلب الراكد
كان من الممكن أن أعيش حياتي كلها حتى الممات بلازواج لولا تعليقات الناس لأنه قد يفوتني القطار.. وقد اعرضت ورفضت كل دعوه للزواج طوال هذه الفترة بسبب مرافقتي لأمي في فترة صراعها مع المرض وتفرغت لها تماما. وظللت هكذا لايشغلني الأمر الذي يشغل بال اي فتاه في أن تتزوج ويكون لها مملكتها الخاصه مع زوجها وأولاد و.. الخ.
وهناك من تحدث معي ونصحني الا احكم إغلاق الباب علي امر زواجي فربما أجد من يقبل ظروفي ولا يعترض على رعايتي لأمي بحيث لا يؤثر ذلك على القيام بدوري نحوه وذلك حتى أكف تعليقات الناس التي لاتنتهي عني..!
لا أخفي عليكم أنني تظاهرت بالرضا بهذه النصيحه وذلك لأن الظروف التي اعيشها قد اورثتني العزوف عن الحياه تماما فضلا أن هذه النصيحة قد جاءت في وقت قد بلغ بي الأمر حتى شعرت كأنني القى بحجاره على مياه قلبي الراكد واترقب منها أن تتحرك وتهب من ركودها وتنقلب على طبيعتها بامواج متلاحقة كما تفعل بقية مياه البحار.
الحديث عن أمر زواجي يسبب لي القلق البالغ والحزن وأيضا المزيد من الحيرة ولا أنسى أن أمي كانت تتمنى في أن تراني في بيت الزوجية قبل مماتها.
وما هي إلا بضعة أيام حتي رحلت عنا فقد أبكاني ذلك بكاء بلا انقطاع وكنت اهذي بكلمات ولا ادري ماذا أقول وماقلت فضلا عن نوبات الغياب عن الوعي كلما قمت منها تذكرت رحيلها وتعجبت انها لم تاخذني معها وقد كنا لانفترق عن بعض في اي وقت من الليل أو النهار.
وبعد بضعة أشهر تقدم احد الشباب وأعلن عن رغبته الجادة في الزواج مني. وعلمت فيما بعد انه كان يتابع أمري باهتمام بالغ والمعاناة التي قاسيت منها واعجبه شدة صبري وقوة التحمل لمواجهة الظروف الصعاب.. وأنه ظل طوال حياته يبحث عن الفتاه المناسبة للزواج منها وتعثر كثيرا في أن يجدها..
قد تسعد اي فتاه أن يكون زوجها يتصف بهذا الخلق في الوقت الذي قد كثر فيه نوعية الشباب الذين لاتتوفر فيهم النيه الجاده على إسعاد زوجاتهم وتوفير سبل الراحة لهم.
ولم أجد أي مفر للإجابة لطلبة مع المخاوف الجمه التي تنغص حياتي بسبب هذا القلب الراكد الذي ليس لديه غير التوقف عن النبض بالحس حتى لو تدفقت عليه المشاعر الفياضه ممن احبها بالفعل ولاسيما وهو لايتواني في جهوده ليشعرني بمكانتي عنده.
وماافزعني أنني قد قرأت مؤخرا في احد الجروبات عن مشكله مشابه تعاني منها صاحبتها من أثر ركود قلبها مع زوجها والوصف ببرود الحس في حالةعدم التجاوب مع الأمور الخاصة بين الزوجين..!
فهل استطيع ان اكون الزوجة التي يتمناها هذا الشاب...؟
مع تحياتي
عبد الفتاح حموده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق