الخميس، 29 أبريل 2021

 ..................

محمد الباشا/العراق

...................



قصة قصيرة
العنوان/ قدوة الحرير
= = = = = = = = = =
ثلاثون سنةً من عمره مضى منها الكثير وهو يتيما ، يُؤخذ عليه رفقته لأناس كلهم سوء ، إدمان الخمر جعل منه مثلاً لسوء الخلق ، جاءه عمه ناصحا :
_ ألا يكفي ركضك خلف الموبقات ، أما اَن لعصيانك من صحوة ، عد إلى رشدك أهجر رفاق السوء ، أقترن بمرأة تمنحك الإستقرار ، أبدأ بتكوين عائلتك .
أجاب عمه :
_ نعم لقد كنت مثالاً سيئاً لكم ، لكن التوهان الذي عشته والوحدة سبب ضياعي ، بذرة الخير لا زالت تقيم في روحي .
عاد العم الى بيته يطلب من بناته أن تكون إحداهن زوجة لأبن عمها الضال ، لم يكن أمراً وإنما مقترحا .
جاءته إحدى بناته قالت لأبيها :
_ يا أبي ، سأجعل من أبن عمي نموذجاً للتغيير ، سأمنحه سطوعاً وبريقاً يحسد عليه ، لن أبخل عليه بمد يد العون النقية ، سأرسم له لوحة الصباح البهي ، بألوان المودة والطيب .
تم الزواج بعد أن تمت فصول شكلياته ، بدأت رحلة التحدي ، الفتاة راحت تمنح زوجها رونق الزواج بجمال التوافق ، راحت تبث في زوجها روح الأمل والتحدي والثقة بالنفس ، بدأت تطيع زوجها في رغبته في السهر مع أصدقائه فقالت له :
_ لن أمانع في سهرك ، لن أطلب منك هجر أصحابك ، لكن تذكر إني سأنتظرك كل ليلة قبل منتصفها ، كي أغمض عيوني على وجهك الجميل ، لأنك أمسيت ملكاً على روحي ، فلا تتركني وحيدة وأنا اتأمل مجيئك ، أسرع لي بالعودة كي أتنفس روحك وعبيرها .
خرج والكلمات ترن في مسمعه تداعب صخوراً صماء لكنها بدأت تتفتت ، رجع على غير عادته قبل منتصف الليل لأنه عشق كلام الدلال من زوجته .
بعد ذلك راحت تهيئ له عملا أخر ، يقوم به بعد إنهاء عمله الصباحي ، أخذت تشغل نهاره وتأخذ من ليله الذي كان سهرا ، صارت تشجعه على جمع المال لبناء صرح العائلة ، صار يتخلف عن اصدقائه لأنشغاله، الى أن جاءته يوما بوجه مهللٍ فرحٍ مسرور :
_ أريد البشارة منك ستكون أبا ، اليوم علينا ان نبني مستقبلاً له ، أن نسعى لتوفير له أدوات العيش الرغيد .
قال لها والفرح يتراقص في عينيه :
_ سأكون أبا نموذجياً ، سأمنحه حنان الأب الذي افتقدته في طفولتي ، سأسهر على راحته ، وأظنك ستكونين أُماً من اللاُتي يستحقنٌ أن تكون الجنة تحت أقدامها .
نظر لوجه زوجته وقال :
_ لقد كنتِ قدوةً للنساء الحرائر ، أرتقيت سلم العلياء ، أنقذتي رجلاً من الضياع ، بنيتِ بيتاً كاد أن يبقى حلماً ووهماً ، تحملين في أحشائك أمتداداً لنا ، هنيئا لي بك ....
بقلمي ...محمد الباشا/العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق