...................
محمد الدرهومي بالاشتراك مع فاطمة عمارة 24 /04/ 2020
.................
... اللٌغز ...
بين رفوف مكتبة متواضعة.. نافذة صغيرة بلورية.. تمكنني كل صباح من تسريح نظري في الأفاق البعيدة.. وأنا أرتشف قهوتي بانتشاء..لكن ما كانت وقفتي الا لأركز انتباهي على مقهى قبالة النافذة ..وعلى حركة الزبائن من حيث لا يراني أحد وأرى كل تفاصيل الحركة هناك ..وقد اعتدت ذلك..وكان نظري على موعد كل صباح بشيخ مسن بدين لايقدر على حمل جسمه الا بعصا يتوكأ عليها لا تغادر يده.. كأنما تقوده.. وكأنه لا يثق في حركته الوئيدة دون الإعتماد عليها.. ياللجسم الثقيل.. ويالليد المرتعشة ذات الوشم الأزرق الغائر تحت بشرة يده اليمنى.. و ياللنقوش التي زخرفت لحاء عصاه في أشكال غاية في السر والترميز قد يكون هو بدوره لا يعلم عنها شيئا و قد تكون من عالم آخر أو من زمان غير زماننا ..ما لبصري يطارد لغزها ويمضي مع منعرجاتها ويقف على رسم مبهم يتوسطها في محاولة لطرق باب معناه.. فلا يقدر على الولوج...يسحرني الشيخ وأنا أتأمل عصاه و طلاسمها بكل خيال وفكر.. أنتظر مرآه كل صباح و أنا أستمتع بقهوتي المرّة ..هاهو الآن يتجه نحو الخزانة ويأخذ كتابا ويضعه تحت ابطه ويخرج.. فهل نسي قهوته المعتادة ليختفي في منعطفاة نهج قديم .. ويغيب عن ناظري ...
محمد الدرهومي بالاشتراك مع فاطمة عمارة 24 /04/ 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق