.....................
محمد القصبي
.............
مقالة العقل و السلطة...
ذ/ محمد القصبي
تـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــابع:
ثانيا :العقل السياسي و جدلية الوعي بالسلطة ...
تستمد البنية اللاشعورية السياسية حضورها من كل نسق ايديولوجي مؤسس على قيم السلطة القاهرة للدولة كعوائد ارث ثقافي اجتماعي و سياسي قد سادت الأنظمة العشائرية و المذاهب الدينية الداعمة لهذه السلطة بدءا و انتهاءا، و بتشريح باطني دقيق نجدان دلالة هذا الارث الوظيفية انما هي بؤرة البنية التكوينية للفكر السياسي و مقاصده التي تروم تحقيق شرعيتها بما تتغياه نصرة لقيم العدالة الاجتماعية والسياسية و الاقتصادية و لا يتأتى ذلك الا بتحصين كل الفرص الحميائية لاستمرارية القوة قوتها الحاكمة زجرا ، ردعا، تغريرا و اغراء .
و تطبيقا لقولة فيليب أرياس "إنّ تاريخ الذهنيات، يسمح لنا باكتشاف ما هو مترسّب، وخفيّ، وغير واعٍ في ثقافتنا اليوم"
فكل حدث سياسي اذا لا يخلو اطلاقا من مثل هذه الخلفية الخفية التي تتشكل من أعراف عشائرية و دينية عقائدية مؤثرة و مضمرة في باحات الفكر السياسي ، انها اليات النسق السياسي للدولة التي شرعنت ليس الا للهيمنة الفعلية بإرادة حرة فردية او جماعية منتخبة أو مغتصبة للسلطة فتمكنها من تحريك قاطرة مؤسسات نظامها العام نحو المرامي و الغايات الكبرى وفق ما سننته من قواعد سامية تشكل وثيقة الدستور ...
وهي ايضا الوجه الاخر لنسق السلطة الناعمة التي تلتقط صورة رسمية في اطارها المرجعي المقنن لكنه بالتنزيل الصريح على ارض الواقع فهو جبري بمطلق قواعد القانون الآمرة المجردة و الملزمة للقيادة و التوجيه و صناعة القرارات لمختلف المواقف السياسية العامة .. و من ثمة تتحقق وحدة الدولة و المجتمع ووحدة الراعي و الرعية و الجماعات الضاغطة و معارضيها دون اهمال دور المخيال الاجتماعي المؤثر في كل ذلك برموزه و معاييره و قيمه في تغذية العقل السياسي الذي لا يزال قائما على مبادئ العشيرة و العقيدة مما حذا به التقهقر الوظيفي كأن يعد ---العقل السياسي -- نتاج تأخر تاريخي تعمقت الرضوض في مساره جراء الهوة الرقمية ووحشية الليبرالية الجديدة و براغماتية العولمة بكل اشكالها..
و من مظاهر اختلالات السلطة ما انعكس سلبا على الحياة السياسية كأن وجب ابطال بل الغاء مساهمة الطبقة الوسطى بل وأد دورها كيلا يتم تجسير العلاقة البنيوية القائمة بين القمة و القاعدة و من ثمة كان لغياب المثقف العضوي المدجج بسلطة المعرفة في نقد القيم المعتمدة اثرا بليغا في تشكل وعي سياسي مفعم بكافة الضلالات المدنية الهدامة للعقل السياسي
لقد تقاعس بفعل العهر الذي اصاب المنظومة السياسية و الفقهية و الاعلامية عامة عن دوره الجيوسياسي فتهدمت حرمة توازنات الفلسفة القانونية و التي حري بها ان تكون قائمة على الترشيد و الحكامة و التبصر أي الاحتكام الى المنطق السياسي المؤتلف عليه اجماعا والفعال لرصد موازنة القرارات المصيرية العامة لاي حراك سياسي فكرا لونا اتجاها مذهبا أو سلطة ... و اية ذلك ،فقد اصبح المجتمع المدني و الاحزاب السياسية و جماعات الضغط الاخرى الموازية تفرخ من رحم رغبات السلطة الحاكمة ... فأجهضت نظريات عديدة كالقانون الطبيعي ،و اهدرت مكتسبات لصيقة بالحقوق المدنية ووو... صدق جلال عامر لما قال ---إذا أردت أن تضيع شعبا أشغله بغياب الأنبوبة وغياب البنزين ثم غيب عقله واخلط السياسة بالإقتصاد بالدين بالرياضة.----
اننا حقا قد اصبحنا نحيا زمن الاعتداء على الاختصاص كل الفوضى هي الفوضى في مجتمع الغاب و قريبا سنشهد حرب الجميع ضد الجميع على حد قولة هوبز ..
انها اشكالية أزمة توازن بين قوى التشريع و قوة الضبط الاداري و غموض فكرة المصلحة العامة للدولة بشكل ملتبس و الفلسفة الدستورية فاين دور مؤسسات الضاغطة في تأهيل المواطن كي ينخرط بوعي مدني رشيد في صناعة فكر سياسي خلاق بتغيير السلطة او قاب قوسين او ادنى مؤثرا عليها الى ما يخدم الهدف الحضاري كتوطين الشعور باقرار حتمية التداول السلمي لها اذ يعتقد حصرا و تقديرا انها الاسمى من أي تجلي تربوي يهم مقاصد فكر سياسي آخر أصيلا كان او دخيلا ؟؟؟؟
يتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبع
التوقيع / محمد القصبي
في30/04/2021
اصيلا
المغرب الاقصى
امضاء / الى من قال في حقه رسول الله تعالى :
-- لا يدخل الجنة ديوث-- فالى نفس الدكتور الديوث هذا الذي يتحرك مسحلا لحلوف فرنسا على قواعد الامية الاخلاقية و الفكرية اهدي لعنة السلطة التي تتغذى هياكلها باشباه هذا الوضيع الذي فطم عهرا و دعارة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق