......................
أحمد المقراني
..................
ذكرى غزوة بدر (لما انكسر نير العبودية)
بدر تجلى بالسنا في الظُّلــم°°°مهَّد الدرب لعتــــق الأمم
هو نور الحق شق العتمات°°°شع بالنـــور لبعـث الرمم
أمم الظلـــم أطــــاح كبرها°°° وأزرى بوجودها للـــعدم
نصر من الله والفتــــح به°°°بشر الأنـــــام بسامي القيم
بدر تجلى بالسنا في الظُّلم°°°ورمى بالجدِّ بعــــث الهمـم
تحتفل الأمة الإسلامية اليوم بذكرى عزيزة غالية ،إنها ذكرى غزوة بدر التي وقعت في 17 من رمضان، وكان الانتصار فيها للمسلمين المجاهدين من المهاجرين والأنصار. ورغم اختلال ميزان القوى بين الفئة القليلة المؤمنة الصابرة وبين رهط قريش، الذين أتوا المعركة وفي نيتهم الانتقام من محمد صلى الله عليه وسلم ومن اتبعه،كانوا يعتبرون أن محاولة المسلمين اعتراض قافلتهم هو تجاوز للحدود ومس شرف قريش وآلهتهم.أرادوها معركة رد اعتبار، لكن الله رد كيدهم في نحرهم، وجعل لفئة القليلة تهزم وتثخن في الفئة الكثيرة ، ويتم النصر المؤزر.قال تعالى: لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123). ومعنى أذلة هنا و(الله أعلم) أي قلة.
لم تكن غزوة بدر فاتحة عهد جديد على المسلمين فقط، بل كانت فاتحة خير وبركة على عموم الأمم ، التي رزحت تحت كلكل الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية. غزوة بدر كانت الصبح الذي انفلق بعد الليل الطويل، الذي تظافرت فيه عوامل الأسى والألم من جهل وجهالة وكفر وعبودية، حيث قتلت البنت لأنهاأنثى مخافة العار، وقتل الأطفال من الجنسين خشية الإملاق ،وانتشر الخمر والميسر ،وسادت المظالم والعداوات وفساد الأخلاق ،ورغم ما يدعيه هؤلاء من الغيرة على الشرف ،والأخذ بالثأروالحروب الطاحنة في سبيل ذلك(حرب البسوس دامت 40سنة) بسبب تافه.رغم كل ذلك فقد رزحت أغلب ديار العرب تحت الحكم الأجنبي الفرس والروم.وكانت الغزوة المباركة فاتحة عهد التحرر ورد الظلم وتحكيم شرع الله بما حمل من فكرحكيم وأخلاق فاضلة وحسن تدبير وتسيير .
غزوة بدر كانت بداية الطريق نحو تحرير الإنسانية من عبوديتها والأخذ بيدها من كبوتها ،وكانت الفتوحات في الشرق والغرب وفي الشمال والجنوب ،وكانت الأمجاد وكان النور الذي طال أجزاء من أروبا والشرق الأقصى.وتمشيا مع نظرية ابن خلدون فقد أصبح المسلمون بعد حين من الدهر لقمة سائغة في فم الأجنبي ،واليوم نرى أن أمتنا استفاقت من جديد لتستعيد مجدها التليد، وما ذلك على شعوبها الحية إذا أرادت ببعيد.
أحمد المقراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق