...............
محمد الدبلي الفاطمي
..............
مساء النور أصدقائي صديقاتي مساء اليُمن والخير والبركات
جاء في أثرِ الأوّلين أنّ لسانَ العاقلِ وراء عقْلِهِ إذا أراد الكلامَ تَفكَّرَ فإنْ كانَ لهُ قالَ وإنْ كانَ عليهِ سكتَ وأمّا قلْبُ الأحْمقِ فهو من وراءِ لِسانه فإذا أراد أنْ يقولَ قال.وفدِ سُئلَ أحدُ الفلاسفةِ عنِ الشّيئ الذي يَصْعبُ على الإنسان فقال: الإمْساكُ عن الكلام بما لا يعْنيه.وقال آخرُ: لا تَبعْ هَيْبةَ السُّكوتِ بالرّخيص من الكلام.وكثيراً ما يُسْتدلُّ على عقْلِ الرّجُلِ بقِلّةِ كلامه وعلى فضْلِهِ بكَثْرةِ احْتمالِه.
لقدْ خلقَ اللهُ الإنْسانَ حين خلقَهُ غَنياً عنْ طاعَتِهِ آمِناً منْ مَعْصيتهِ.لا تَضُرُّهُ مَعْصيةُ منْ عصاه ولا تَنْفَعُهُ طاعةُ منْ أطاعَهُ.قَسّمَ بينَ مخْلوقاتِهِ معايِشَهمْ وحدّد لهُمْ في الدّنيا مواقِعَهمْ فالمُتّقونَ المُصْلحون هُمْ أهْلُ الفَضائلِ مَنْطِقُهم الصّوابُ ولِباسُهم الإقتصادُ ومَشْيُهم التّواضُعُ.يَغُضُّونَ أَبْصارَهمْ عمّا حرّمَ الله عليهم.ويجتهدون في كسب العلمِ النّافِعِ وقدْ أنْزلوا أنْفُسهمْ في البلاءِ كالتّي نزلتْ في الرّخاء ولولا الأجلُ الذي كتبَ اللهُ لهمْ لمْ تَسْتقرَّ أرواحُهمْ في أجسادهم طَرْفَةَ عَيْنٍ شوقاً إلى الرّفيق الأعلى بديع السماوات والأرضين. وخوفاً من عذاب الله المُهين.عظُمَ الرّحمان في أنْفُسهم فَصَغُرَ ما دونَهُ في أعْيُنهمْ. أرادتْهم الدنيا فلم يُريدوها واعْتَقلتْهمْ ففدَوْا أنْفُسهمْ منها.لا يرضوْنَ من أعْمالِهم القليل ولا يستكثرون الكثير.دائماً يتّهِمونَ أنْفُسهم بالتّقصير ويحْرصون على النّزاهةِ وحُسنِ التّدبير.أولئك هم الوارثون حقّاً.وللأسف أنادي بنظمي ولكن لا حياةَ لمنْ أنادي.
صوتي ينادي
نَظْمي على صخْرِ الجُمودِ تَحَطَّما***وَتَعَلُّمي بِالتّرّهاتِ تَهَـــــــشَّما
صَوْتي يُنادي والمَشاعرُ أصْبَحَتْ***مَوْبوءةً بِالمُنْكَــــــراتِ تَوَرُّما
وأصالتي تَحْتَ الحَضيضِ تَقَوْقَعَتْ***لَمّا التّسَلُّطُ في الرّقابِ تَحَكَّما
والناسُ منْ هوْل الفسادِ تَشَرّدوا***ومنِ احْتَمى بالحاكمينَ تَيَتّـــــما
حَتّى المدارسُ خُرِّبَتْ بِشُرورِهِمْ***والفِقْهُ أُجْبِرَ أنْ يَظَلَّ مُكَمَّـــــما
والكُلُّ يَخْشى أنْ يَكونَ ضَحِيَّةً***وَكأَنّما صارَ المُواطِنُ أبْكَــــــــما
نَبْكي على الدُّنْيا بِأدْمُعِ نَكْسَةٍ***في حالةِ منْها الجَمـــــــــــــيعُ تألَّما
وَشعوبُنا تَصْلى السّعيرَ بِأُمّةٍ***مِنْها الوُجودُ بِما تَجودُ تَعَلَّـــــــــــما
يا وَيْلَنا خَنَقَ الخُنوعُ نُفوسَنا***والجُبْنُ عَسْعَسَ والظّــــــــلامُ تَقَدَّما
لَمْ نَسْتَطِعَ خَلْعَ المَذَلَّةِ طالما***بَقِيَ التّسلُّطُ في الورى مُتَحَــــــــكِّما
إنّا رَسبْنا في اخْتبارِ نُفوسِنا***بِئْسَ السُّقوطُ بِهِ الحَضيضُ تَجَـــسّما
أَوَلَمْ تَرَ العَرَبَ اسْتَحالَ نُهوضُهُمْ***لمّا الفَسادُ على الصّلاحِ تَهَجّما؟
حُكّامُهم في المُنْكَرات تَوَغَّلوا***ورحى الفسادِ بِها الصّلاحُ تَهَــشّما
حَيْثُ اتّجَهْتَ وَجَدْتَ ظُلْما صارخاً***وَرَأَيْتَ حَيْفا بِالتَّغَوُّلِ مُـــظْلِما
تَحْيا الشُّعوبُ إذا النِّضالُ أغاثَها***والجُبْنُ يَتْرُكُها تََظَلُّ جَـــــــهَنَّما
فَمتى سنُدْركُ أَنّنا في نَكْسةٍ***وكَأَنّما قَهْرُ الرِّقابِ تَحَتَّـــــــــــــــما؟
ليتَ الشّبّاب إلى التّنافُسِ يَهْتدي***ليكون حَقّاً في الوجودِ مُــــكَرّما
وَطني حَبيبي والمحَبّةُ فِطْرَةٌ***سَتَظَلُّ عِشْقاً فـــــــــي الفؤادِ مُنَعَّما
وأنا المواطنُ بِالمُواطَنَةِ التي***عَنها الرّسولُ بما أَقَرَّ تَكَـــــــــــلّما
حُبُّ المُواطِـــــــنِ للبِلادِ أمانَةٌ***وَدفاعُهُ عنْها يَظَلُّ مُعَظَّــــــــــما
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق