الثلاثاء، 30 مارس 2021

 ..............

محمد شنوف - المغرب

...............



تلك التي
محمد شنوف - المغرب
وَمَا اعْتَرَى القَلْبَ مِن سِحْرٍ أُجَنُّ بِهِ
إلاَّ بِهَا. مِـثلُهَـا الْأَرحَــــــــامُ لَمْ تَلِدِ
وَجَدْتُ فِيهَا نَدَى الْأَلْطَافِ أَنْبَلَهَا
فِي الصَّمْتِ وَالنُّطْقِ وَالْأَلْحَاظِ وَالقَصَدِ
ظَلَلْتُ أسْقِي بِأشْعَـــاري شُجَيْرَتَهَا
حَتَّى اسْتَوَتْ فِتَناً فِي مُنْتَهَى الْمَلَدِ
وَا لَـذَّةَ الْـعَـيْنِ إذْ تَـبدُو بِطلْعَتِهَا
كَالـشَّمْسِ مِنْ بَعْدِ لَيْلٍ مَــاطِرٍ صَرِدِ
فِي حِشْمَةٍ تَرْتَدِي زَهْوَ الثِّيَابِ غِوًى
كَالرِّيمِ تَرْتَعُ لَمْ تَصْدُرْ وَلَمْ تَرِدِ
تَخْتَالُ فِي كِبْرِيَاءِ الْحُسْنِ، مِشْيَتُهَا
لَحْنٌ عَلَى وَتَرٍ وَالصَّدْرُ فِي صُعُدِ
مَا شَطَّ بُرْعُمُهَا، تَهْتَزُّ تَحْسِبُهَا
غُصْناً إذَا رَوَّحَتْهُ الرِّيحُ فِي مَيَدِ
كَمَـدِّ مَوْجٍ عَلَى ظَهْرِ الرِّمـــال هَفَا
يَهـُـسُّ لَــحْناً بِـلَا لُــجٍّ وَلَا زَبَـدِ
تُشِــــيحُ نَـظْرَتَهَـا لِــلْأُفـقِ مُـشْفِقَةً
مِن فَتْكِ لَحْظٍ لَهَا كَالسَّيْفِ مُنجَرِدِ
وَالشَّعْرُ يَهفُو كَعُرفِ الْخَيْلِ مُنْكَسِراً
وَالْهُدْبُ تُشْفِقُ مِنْ خُصْلَاتِهَا الشُّرُدِ
وَسْنَى مَتَى ابْتَسَمَتْ لِلْجُرْحِ تُسْكِنُهُ
تَرَاهُ مُنْدَمِلاً رَتْقاً عَلَى ضَمَدِ
كَهَبِّةٍ مِنْ أَرِيجِ الْوَرْدِ أَنْشُقُهَا
تَحُفُّ حَوْلِي بِغُنْجِ الْهَمْسِ فِي غَيَدِ
أَسِيحُ أَلْتَفُّ كَاللَّبْلَابِ فِي فَنَنٍ
حَتَّى لَتَحْسِبُنَا رُوحَيْنِ فِي جَسَدِ
ظَمْأَى الشِّفَاهِ كَطَلِّ الزَّهْرِ رِيقَتُهَا
كَسْلَى وَقَدْ فَغَرَتْ فَاهَا عَلَى عَضُدِي
تُسِرُّ بَوْحاً كَعَزْفِ النَّايِ نَغْمَتُهُ
تَهْذِي بِحُبٍّ سَبَى قَلْبِي بِلَا رَشَدِ
تَقُولُ أَطْفِئْ لَظَى الْأَنْفَاسِ فِي قُبَلٍ
بَرْداً سَلَاماً عَلَى الْأَحْشَاءِ وَاكَبِدِي
أَقُولُ نَارٌ عَلَى نَارٍ أَتُطْفِؤُهَا؟
سُعْراً جَهَنَّمُهَا! هَيْهَاتَ فَاتَّئِدِي
لَا يُطْفِئُ النَّارَ صَبٌّ جَاءَ يَطْلُبُهَا
إنْ تَسْتَزِدْ نَشَباً مِنْ جِلْدِهِ يَزِدِ
نَلْتَفُّ نَرْشُفُ مِنْ صَهْبَاءِ لَهْفَتِنَا
كَأساً فَلَا نَضَحَتْ مِنْ بَعْدِنَا لصَدِي
وَالنَّبْضُ مِنْ أَضْلُعِي كَاللَّحْنِ تَسْمَعُهُ
يَهْتَاجُ فِي صَخَبٍ مِنْ آهِهَا الْغَرِدِ
لَا اللَّيْلُ يَشْفِي غَلِيلاً فِي جَهَنَّمِهُ
مَهْمَا اسْتَزَدْتُ صَدًى مِنْ رَشْفِهَا تَزِدِ
كَأَنَّنَا فِي أُتُونِ الْوَصْلِ نُعُلِنُهَا
حَرْباً مُقَدَّسَةً بِالرُّوحِ وَالْجَسَدِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق