الأربعاء، 31 مارس 2021

 ................

محمد سنوسي

...............



الليل ماأحلاه
---------------
حين يجن الليل ، ويرسل خيوطه السوداء على الكون ، ويستقر الخلق بأوكاره ، فلم يتبق في هذا الجو الرهيب إلا فئة من الناس يستأنسون بذكرياتهم ، ولم يجدوا إلا الحروف التي يخطونها بلون ذهبي تتلألأ كلماته كأنها نجوم تعانق بدرا يطل على ربا القرية التي. يقيم بها أحد المنشغلين بهموم جارت عليه وحاصرت أفكاره التي كانت ولازالت تراوده عن نفسه ، وكأنها هيفاء ممسوقة القوام حمراء الشفة ، حوراء العينين ،تفاحة الخدين ، عجرية الشعر ، ضيقة الخرص.
- هي من حرمت عليه طوال ليلته ،لم يذق للنوم طعما ، ولا للراحة بالا ، في آونة وحين تغازله ، تمد إليه خيوط العشق البيض ، تذكره بمغمرات عنترة ، وتدخله باب أسى جميل بن يعمر ، وتهسهس مفاصله كمجنون ليلى العامرية ، أو قل: إنها الحسناء الفاتنة التي لامناص من عناقها ، إنها ولدت معه منذ أن دعته الضرورة الملحة إلا يرسم على وجنتيها زهرتي ياسمين يه
يهما بعد بزوغ الفجر لأقرب قلب يهواه في لحظة يلقاه .
وبينما هو منهمك غي رسم الزهرتين ،إذ بأذان الفجر يناديه فلباه ، وبعدها علم أن السمر مع الليل ماأحلاه!.
بقلم : محمد سنوسي
الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق