ديوان أكاليل الإلكتروني لسفراء القلم

الأربعاء، 29 يناير 2020

................

محمد توفيق العـــــزونى ............... لا يتوفر وصف للصورة.

شاعرية الضعف

ــ لاتقهر ضعيفا ولا تنهر ، فهو فى موقف العجز مستجاب الدعاء ، وإذا أصابت

البراءة مـوضع ضعفه ، بمعنى قـلة حيلته . صار فى مقا م الطهارة أقرب إلى

روح النبوه

مونولوج الروح الإنسانى هو الأطـول عمرا ، ليـس عـلى

المستوى الفـردى ولكـن عـلى طـول الـتاريخ ، ممـا جعــل

الوعى فـى تجلياته يتعاظم إلـى درجـة أن تـراجع ضـعــف

الإنسان بداية من خوفه من الطبيعه إلى محاولاته المستمـره

فى قهر كـل مخاوفه الناتجه من مخلفـات حضارته الإنسانيه

ــ الضعف ليس ابن الأرض ، ولكنه طفل السماء

ــ الضعف بطبعه خجول

ــ الضعيف قريب جدا من الله

ــ الضعيف ليس له حظ من الدنيا ، فهو فى مـوضع

الإتهام ــ على أضعف الإيمان ــ بوخز الضمير

ــ الضعيف ليس أمامه فرص فى الحياه إلا بمواجهة

مع المستحيل

ــ الضعيف كمن يمشى على الشوك والمسامير بينما

القوى ــ ثـقيل بالمال ــ كأنما يطير

ــ الضعيف ليس فى حاجة إلى ثوب جديد بقدر ما يريد

من حواليه إن يغلق الخروم والفتحات التى ينظرمنها

عليه الأخرون

ــ الضعف يمشى متسكعا فى اّخر الليل بلا بطاقة شخصيه

يريد فعل عمل فاضح ، تد خيـن البانجو ، والشروع فـى

ارتكاب جريمه حتى يتغـلب عـلى بما فيه ضعـف

ــ الضعيف من فقد إيمانه منذ نعومة أظافره فقد تم إهدار

إنسانيته ، لذا فهو يبحث لم يزل عن يقين ذاته

ــ حينما يقف الضعف على حافة الإنتحار فى لحظة

يائسه ، عليه أن يتراجع فتـلك اللحظه هى حقيـقة

قوته ، أن يواجه دنياه بمنطق الموت حين يكـون

غير باق على شئ

ــ الضعف حين ينام متخذا وضع الجنين فى بطن امه

يظل هكذا لايغادر وضعه من الميلاد حتى الممات

ــ الضعف فى حاجة فقط إلى ضوء شاحب حتى لايرى

نفسه بشكل واضح

ــ الحيوان ليس ضعيف ... فهو ليس فى حاجة إلى ثياب

ــ سيظل الإنسان فى موقف الضعف ، طالما كان فى موقف

الحاجة والسؤال

ــ طالما أن هذا الوجود بما عليه من كائنات قابل إلى الزوال

فهو أضعف ما يكون

ــ الضعف يفضل عدم الظهور امام البحر دون ثياب

ــ الضعف يرى الوجود من نقطة الصفر حيث العدم الذى كان يعتمل

بقوة من بدايات انفجاره

ــ كل بسيط غير ضعيف ، بينما تنطوى كل أشكال التعقيد على ضعف 
  ينذر بالتفكك

ــ الضعف لايطمئن لرجليه ، بكل ثقة يتمدد على ذى أربعة أرجُل

ــ من المفارقة أن فى ارتقاء العقل قوة تأتى على حساب ضعف البدن

ــ الضعف يستمتع بالتأمل يميل إلى التعقل بعيد عن الغواية ، فإذا

استجاب لنزوة فهو أحمق

ــ الضعف حالة غنائية لاينقطع حـدادها الميتافيزيقى عـن طلب الدموع

ريثما يتباكى على نفسه ــ الضعف ــ يغيب عن الوعى حتى مطلع الفجر

ــ الضعف حسيررأسه منكفئ الهامة ، لايرى ماتحت قدميه ، أعمى

البصر لكنه حاد البصيرة حيث يرى اللامرئى من خلف الأفق

ــ الضعف يجاهد أن يرتدى مثل الصمت غلافا أسود اللون حتى يضاهيه

فى الستر والغموض والهيبه

ــ الضعف شاعر، يملك الإحساس الذى يمثل أعلى درجات الوعى

بقوة الواقع الغاشمة

ذاكرة الضعف السمكيه

من حوزتها سقطت أسباب الدنيا

فانسابت أوتار الماء ــ موسيقاه

يصغى الضعف ، وفى اللامرئى

بصيرته قد أدركت

النورالمنهمر كشلال

من معزوفة الوان

رغم الحلك المعتم فى عمق البحر

فى أقصى درجات برودته

بين الشهقة والزفرة

هذا الضعفُ بكل جدارته

عن كل ضوارى الدنيا

بدلا منهم يتنفس

تحت الموج المتلاطم

بدلاعنهم يتنفس

عن كل وحوش الطير

حين اختارت فوق اليابسة

هواء طلقا وسهولة عيش

واأ سفاه إذ انقرضت

فى مبتدأ ....

أضحت خبرا من كان

وحين اندثرت

يبقى الضعف الأوحد

شاهد إثبات

الدال على جبروت ،

لم تبق غيرهياكله

....  ضعفاء أنتم

ياكل طيورالرعب ، مساكين

يا طائر رخُ ذهبت عنه خرافته

وعظام المامُوث توارت تحت جليد

هل من أثــرلك ،

ياهذا الديناصورالأعظم

فوق اليابس

ــ تنطوى مشاعرالإنسان وعـواطفه على ضعف من حيث كونها فى حاجة

إلى الإرتباط ، فإذا ما تحررت بفك الإرتباط صارت فى حضرة القوة

ـــ عزلُ الضعف اغتراب واعتزاله قوة

ــ الضعف حين يتكأ على محور الإرتكاز ، يثبت أن ضعفه فى كل شئ

هو الأساس ، فـدون ذلك المحور من يضمن الإتزان فى وقفته ، وفى

مِشيته يضمن السلامة نحو الوصول ، يأمن إلى قواعده من البنيان

ــ الخوف هو الأب الشرعى للضعف ، مما جعل الإنسان على مدار

تاريخه يجاهد ضده بتمجيد كل مظاهر القوة ، وهـل أسلحة الدمار

إلا امتـداداُ ميـكانيزمى للإنسان بمـايفـضح حضارته الإنسانيه التى

لم تزل حضارة خوف غيرمطمئنه قائمة على سيقان من القش مهما

أخذت بكل أسباب القوة

ــ الضعـف حين يصل إلى مرحلة الألم سوف يثبت أن الإنسان مهما اعتلى فى

الأرض واستعلى بجبروته ، فى بحر الكون الامتناهى ـ بلا أبويه ـ لم يزل طفلا 
  رضيع

ـ الطبيعه التى أشاعت خوف الإنسان الأول وأظهرت ضعفه

هى التى ىستكتب نهاية الإنسان الأخير

نص / محمد توفيق العـــــزونى