............
جرجس لفلوف سورية
.........
ظلم وخيانة..
جميلة فتاة ريفية اخذها والدها إلى دمشق للعمل كخادمة في بيت أحد الأثرياء كمدبرة منزل مقيمة براتب جيد وإجازة أسبوعية وعندما قالت انها لا تعرف كيف ستقوم بهذه الأعمال لأنها لم تتعلمها قالت صاحبة المنزل انها ستعلمها كل ما يلزم وستعمل تحت إشرافها
قدمت الست أمينة لجميلة لباسا يتناسب وعملها في منزل ارستقراطي وسلمتها مفتاح غرفتها المنعزلة في طرف الحديقة بعد أن شرحت لها خيوط عملها ولم يمضي على هذه البداية أياما معدودة حتى أتقنت جميلة العمل وأبدت من الأدب والنشاط والطاعة ما اكسبها رضى ومحبة أصحاب المنزل وزوارهم وضيوفهم وأقاربهم كما تعلمت أسلوب مخاطبة الناس والتحدث إليهم بلغتهم الإرستقراطية مما أثار إعجاب الست أمينة التي صارت تصطحبها في زياراتها وندواتها وهذا ما جعلها تتعرف على حياة هذه الطبقة المخملية وعاداتها وأسلوب حياتها
كانت تتلقى راتبها شهريا وتضيف إليه ما يأتيها من مكافأة أو هدايا وترسل قسما منه إلى اهلها وتحتفظ بالباقي معها للمستقبل وهكذا أمضت عاما وهي فرحة بعملها وحياتها
سقطت جميلة ضحية ابن الست أمينة الذي كان يتقرب إليها ويلاطفها ويأتي لزيارتها حتى وثقت منه وبدأت تلتقيه في المنزل لوحده وفي غرفتها حتى كانت ليلة شؤم اغتصبها فيها وهي في غفلة من أمرها ثم حاول اقناعها بأنه سيتزوحها إلا أنها فضلت ان تخبر والدته لتتأكد من صدقه وإن كان سيفي بوعده
غضبت أمينة من ولدها إلا أن والده اتهم جميلة بإغرائه فهو يلتقيها منذ زمن ولم تشتكي منه وبعد مداولات ونقاش قالت امينة لجميلة سندفع لك مبلغا كبيرا من المال تستطيعين تأمين مستقبلك في قريتك ولا مين سمع ولا مين قشع وأفضل ما يسمع والدك بالقصة ويقتلك
اذهبي إلى الدكتور محمود صديقنا وسيعود كل شئ إلى ما كان عليه وبعد حوار ونقاش وتخفيف من النتائج رضيت جميلة واستلمت الأموال وذهبت بعيدا تحمل في حقيبتها آثار ظلم الوالد الذي أجبرها على العمل كخادمة وخيانة الحبيب الذي كذب عليها وخدعها ولم يقف إلى جانبها ويعترف أنه هو الذي خدعها لم تعد إلى قريتها بل أخبرت أهلها بأنها تركت العمل وستسافر إلى دولة أجنبية وبعدئذ لم يعد أحد يعرف عنها شيئا حتى أهلها وعندما سأل والدها من كانت تخدم عندهم أجابوا أنها تركت العمل وقد أخبرتهم أنها ستسافر ولكن لا يعرفون إلى أين
تابعت جميلة حياتها وحيدة تجتر آلام الظلم والخيانة في دار للفقراء والمشردين أنشأته بما أخذته من أمينة تقي فيه مصير الأطفال الفقراء كي لا يكون كمصيرها
جرجس لفلوف سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق