الجمعة، 31 يناير 2020

...................
د. صالح العطوان الحيالي 
................


رجال المهمات الخاصة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
ـــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق- 18-1-2020
قوات المهمات الخاصة: هو مصطلحٌ عسكري لقسمٍ خاصٍ من القوات الحربية التي تختص بالمهمات الشبه مستحيلة، و ليعلم شباب الأمة أن في تاريخهم المشرق أبطالٌ للمهام الخاصة الإِسلامي والذين ما كانوا مجرد أبطالٍ وهميين كأولئك الذين يظهرون بأفلام هوليوود، بل كانوا أبطالًا حقيقيين والحقيقة أن المهات العسكرية الخاصة التي قام بها هذا القائد الأنصاري بناء على تكليف شخصي من رسول الله صلى الله عليه وسلم
لكل دولة تاشئة حديثا نصبب لها من المتربصين والاعداءفما بالك ان تكون دولة حديثا تنشر دينا سماويا جديدا ان الله لهم بنشرهفضهرت لها اعداء على شكل جماعات وفردا للاساءة الى هه الدولة الفتية ولكل دولة أعداء، وهؤلاء إما يكونوا على شكل جماعات منفصلة لها معسكرها الخاص بها، وإما يكونوا مندسين ضمن جماعات مسالمة أو معاهدة، وربما يخضعون لسيادة الدولة نفسها. والأعداء الظاهرون يتم التعامل معهم صراحة وبشكل مباشر ومعلن. أما الأشخاص المندسون في الجماعات غير المعادية فيصعب التعامل معهم مباشرة، نظرا لوقوعهم تحت مظلة العهد المبرم مع قومهم، وتمتعهم بحمايتهم، فيستغلون هذا الموضع لتنفيذ مخططاتهم العدائية ضد الدولة من تحريض، وبث لأسباب الفرقة والشقاق، مع مؤازرة أعداء الدولة أو موالاتهم. وهذا العدو خطره أكبر بكثير من العدو الظاهر المعلن للعداء، ويكون التعامل معه فيه نوع من الحيطة، والحذر، والترقب مع تحين الفرص المناسبة للقضاء عليه. وأحسن وسيلة تحقق هذا الغرض هي استعمال الحيلة بشتى أساليبها لاستدراجه بعيدا عن قاعدته الأمنية، أو مباغتته فيها والقضاء عليه دون إثارة انتباه الآخرين. وهذا العمل تقوم به الآن الدول المتقدمة، وتعتبره أسلوبا من أساليب الحرب المطورة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم له قصب السبق في استحداث هذا الأسلوب المتطور، فقد أحسن التعامل مع التوعيات المختلفة مع الأعداء، حيث استطاع عليه الصلاة والسلام بحنكته العسكرية الفذة أن يواجه أعداءه، ويتغلب عليهم بشتى الطرق الممكنة كل بحسب وضعه. فمن رأى أنه يستطيع القضاء عليه بأيسر الطرق دونما إراقة دماء كثيرة أرسل إليه (مجموعة خاصة) للقضاء عليه قبل أن يستفحل أمره ويقوى كيده. وهكذا نراه دائم الحذر يحرص دائما على مراقبة أعدائه، وتتبع أخبارهم ونشاطاتهم المعادية أولا بأول، مما يعطينا دلالة واضحة على أنه كان يستخدم الأسلوب المسمى اليوم (بالمخابرات) مع الفرق الشاسع في الأساليب والإمكانيات.
إن فرق الكوماندوز والمغاوير والقوات الخاصة ونظم المخابرات ووحدات المهام الخاصة تحتل اليوم حيزا كبيرا ومهما في جيوش الدول الحديثة، بل إنها تعتمد عليها في كل الأوقات سلما وحربا لتنفيذ أغراضها ومخططاتها. ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يلجأ لأسلوب تحشيد سرايا يوكل إليها القيام بالمهمات الصعبة، إلا بعد ظهور طائفة من الأعداء عرف بثاقب بصره العسكري المحنك، أنه يمكن القضاء عليهم بطرق ميسرة وتحول دونما إراقة دماء كثيرة، وهو الهدف الذي كان طالما كان يسعى إليه في صراعه مع أعدائه، كما أنها قد تحقق له من النتائج أفضل ما قد تحققه بعض المعارك الميدانية المكشوفة من إثارة الرعب في نفوس الأعداء، وردع كل من حاول منهم القيام بمثل ما قام به أولئك، مع إخماد ما قاموا به من التحريض وإثارة الفتنة في مهدها، والقصاص العادل من الخونة ومثيري الأحزاب. فعدو مثل كعب بن الأشرف مرتبط مع الدولة التي يتفيأ ظلال حمايتها بمعاهدة وخاضع لسيادتها، عندما يقوم بتجاهل كل ذلك، فينقض العهد والميثاق ويوالي أعداء الدولة ألا يعتبر خائنا لها، ومحاربا مهدور الدم يجب قتله واستئصال شره.
ورجل مثل أبي سفيان بن حرب يخطط لمؤامرة تستهدف حياة النبي صلى الله عليه وسلم ألا يجب معاملته بالمثل على أقل تقدير.
وعدو كخالد بن سفيان الهذلي يؤلب الأعراب ويحشدهم لحرب المسلمين، ألا يكون في القضاء عليه قبل أن يستكمل خطته ويحشد الأعراب فيه تشتيت لشملهم وتجنب خطرهم الداهم وشرهم بأقل قدر ممكن من الخسائر وإراقة الدماء.
كما أن في قتل عدوين مثل "سلام بن أبي الحقيق، واليسير بن رزام من زعماء خيبر تمهيدا للغزو، وحرمانا لليهود من زعيمين كبيرين لهما رأي وتدبير كما يعتبر قتل سلام بن أبي الحقيق قصاصا عادلا لدوره الكبير في تأليب الأحزاب ضد المسلمين.
وهكذا نرى أن سرايا الواجبات الخاصة التي أطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو الأفراد من أعداء الدولة الإسلامية، قد حققت أغراضها، وأصابت أهدافها بدقة متناهية على الرغم من قلة رجالها وبساطة إمكانياتها موفرة على دولة الإسلام في المدينة الكثير الكثير من الجهد والعناء، وجنبت المسلمين العديد من المعارك، وحقنت الكثير من الدماء، فإن في "تحطيم قوة العدو قبل أن تكتمل أفضل من تركها تتجمع ثم الصمود لها" .
لقد "استهدفت هذه السرايا إنذار أعداء الدولة الناشئة من غير قريش وحلفائها كاليهود في الداخل وجماعات البدو في الخارج بأن المسلمين قادرون على الرد ومستعدون للتصدي لأي عدوان يستهدف منجزاتهم التي حققوها طيلة أربعة عشر عاما من الجهد والعناء"ومن هذه السرايا
سرية عمير بن عَدِي لقتل عَصْماء بنت مَرْوان في رمضان من السنة الثانية للهجرة
سرية سالم بن عُمَير إلى أبي عَفَك اليهودي في شوال من السنة الثانية للهجرة
سرية محمد بن مَسْلمة لقتل كَعْب بن الأشرف في ربيع الأول من السنة الثالثة للهجرة
سرية أبي سلمة إلى طُلَيحة الأسدي في المحرَّم من السنة الرابعة للهجرة .
سرية عبدالله بن أُنَيس إلى خالد الهُذَلي في المحرم من السنة الرابعة للهجرة
سرية عمرو بن أبي أمية لقتل أبي سفيان في السنة الرابعة للهجرة .
سرية عبدالله بن عَتِيك لقتل أبي رافع سلاَّم بن أبي الحُقَيق اليهودي في ذي الحجة من السنة الخامسة للهجرة
المصادر
ـــــــــــــــــ
1- تاريخ الطبري (2/ 11)
2- الكامل في التاريخ (2/ 10)
3- البداية والنهاية (3/ 272
4- الطبقات (2/ 81)،
5- مغازي الذهبي (352)
6- مغازي الواقدي
7- السيرة التبوية لابن هشام
8- صحيح البخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق