الجمعة، 31 يناير 2020

................
ليلى كافيتونس 
.............




■ حكاية الإنسان ■ ■■■■■■■■ وُلِدَ الإنسان، دون أن يعلم من أين جاء... فهم الكلام، وفي المدرسة حفظ حروف الهجاء... نسي معاني الكلمات، بعد أن أثقل التّعليم رأسه بالمعلومات... فصيّره ببّغاء يُردّد مُجرّد محفوظات... هل التعليم تلقين كلمات دون دلالات......؟ ■■■■ مرّت الأيام... ولم يجد الببّغاء إجابة عن السّؤال. فسكت مُكْرَهًا ودخل عالم الأعمال... حينها فقط أدرك الفرق بين الحقيقة والخيال. أصبح التعليم طيفا، يعوده في غفلة من العمل والزواج والأطفال، يُناجيه خلسة، حتّى لا يُتَّهَمَ بعشق الأطلال... ■■■■ مرّت الأعوامُ... ماحيةً الطّفولةَ والشّبابَ، وتسَرّبَ إلى الببّغاء الاكتئاب، كهل يأسف على شباب فارقه دون رجوع، ويخاف شيخوخة تُطارده، فيُقابلها بالدّموع... لقد داهمته كشبح مُخيف... تُنذره بضيف قاس وعنيف، هو موت يغتصب روحه، عندما ينتهي الخريف... ■■■■ عندها يعلم الببّغاء من أين جاء... ويرى الحياة والموت سواء... ثمّ ينسى مافهمه من الحياة، إلى أن يُنْسَى بالممات........ هكذا النسيان شبح يُطارد الانسان، يبدأ بالأذهان... إلى أن تسقط الأسنان ■■■■ هذه ليست حكايتي... هي حكاية إنسان، لم يخرج لحظة عن الزمان والمكان... أمّا أنا وأمثالي، فحكاية لا تزول... نموت جسدا، لكنّ أرواحنا إلى غيرنا تؤول... فنتواصل وصدانا يقول: "حكاية الإنسان هي أن يحيا الحياة لحظة بلحظة دون سُبات، يحلم، يفرح، يتألم ، يحبّ في سُكات، يَهَبُ الحياة لكلّ الكائنات، ولا يهاب الموت، لأنه جزء من الحياة..." ■■■■
_____________________________[[ ليلى كافيتونس ]]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق