................
ايمن-حسين-السعيد
.......

وداع آخر...بقلمي..#ايمن-حسين-السعيد..إدلب..الجمهورية العربية السورية..
غيوم الموت لا تتبدد
وهواجس صماء لا تسمع
ودموع بكماء تلك حالنا
ومطر الموت يروي البشر
ويفتت بالتشظي الحجر
ويحيل الحارات والأبنية
إلى أرض قابلة للحراثة
وبذارها الجثث المتنوعة
رغم التهيؤ للرحيل
أسقي قلب عبد الوهاب
والغاردينيا وورود الشرفة
وأهيء حقائب الترحال
بثياب الفصول وغصص أفراحنا
وصور ذكريات العائلة
وشهادات المدرسة والجامعة
ودواوين شعر أحببتها
وجواز سفر وبطاقة الطائرة
فمصيرك أيها البيت الغالي
ركاماً مدمراً
فلا أمل لأن أجدك واقفاً
بينا الأصابع باللاشعور
تسبح بالأصابع حمداً لله وشكراً
مزيحاً الستائر
وأفتح النوافذ لريح الشتاء أشرعها
وبحزن الوقت يختلط ملح جراحي
ملح سفر اليوم في سفري
فأضمد بماء الوضوء مداوياً
ملاءة يومي الاخير في بيتنا
وألف هامتي وأخبيء وجهي
بشماخ أسود
ليت نقشاته البيضاء
تزخرف أيامنا
متوشحا بوقار الصمت
وأنا أودع صورة المرحومة أمنا
المعلقة على الجدران مؤطرة
عسى بركة رضاها
تكون لأمان الجدران هي المعجزة
وأضع خطاي في أول الطريق
في كرارة سفر متعدد المحطات
إن تفتحت الحدود المغلقة
ينساب وجهك الفاطمي
أمام ناظري ويرتسم كأنه أمامي
فلا أرى سواه كملاءة
غشت على زجاج القافلة
يومض بهجة عند باب صف المدرسة
وشرائط صفراءحريرية
على كتافتي لباسك الزيتي
براقة كزهور أول باقة نرجس
لك أهديتها
أول شروق شمس الهوى
وأول التعبير عن الميل لعينيك
وكأن حبك الآن قد تجددا
فقد أحياه الرحيل
فلم يطوه كتاب الفراق
رغم السنين
فلا زلت في طياته
قارئاً مذاكراً جيداً
رغم اصفرار الأوراق
أستعين بالإذكارات والأدعية
ويجيء صوتي بعد اختناق
يا وطناً ما كان هكذا
فيك عشمنا
يا وطناً يقتلنا ويدمر منازلنا
ويهجر أولادنا ويشردنا
يا وطناً ما كان هكذا
فيك عشمنا
فبالحزن حلقت دموعنا
بينا نقطع أشجارنا
ونهديها للأيتام المشردة
الذين افترشوا فضاء النزوح
علهم من قر الشتاء
بها يصطلون
فغدت كرومي بلا حراس
ودم الكلام فيك
ينطق موتي الأكيد
بغيوم موتك الممطرة
ما من أمل
ما من رجوع
تقطعت الخيوط
وأسدلت الستائر
على جنون في المسرحية
كانت النهاية
لفصل أخير
مسرحية وطن بلا عقل
مسرحية وطن بالعنف تخدر
وعلى العنف أدمن
ككؤوس دم منها ما ارتوى
وطن اغتصب منا
بلا أي ذنب
فيه القتل يحصدنا.
بقلمي.أ.ايمن حسين السعيد...أريحا...الجمهورية العربية السورية٢٨/١/٢٠٢٠
وهواجس صماء لا تسمع
ودموع بكماء تلك حالنا
ومطر الموت يروي البشر
ويفتت بالتشظي الحجر
ويحيل الحارات والأبنية
إلى أرض قابلة للحراثة
وبذارها الجثث المتنوعة
رغم التهيؤ للرحيل
أسقي قلب عبد الوهاب
والغاردينيا وورود الشرفة
وأهيء حقائب الترحال
بثياب الفصول وغصص أفراحنا
وصور ذكريات العائلة
وشهادات المدرسة والجامعة
ودواوين شعر أحببتها
وجواز سفر وبطاقة الطائرة
فمصيرك أيها البيت الغالي
ركاماً مدمراً
فلا أمل لأن أجدك واقفاً
بينا الأصابع باللاشعور
تسبح بالأصابع حمداً لله وشكراً
مزيحاً الستائر
وأفتح النوافذ لريح الشتاء أشرعها
وبحزن الوقت يختلط ملح جراحي
ملح سفر اليوم في سفري
فأضمد بماء الوضوء مداوياً
ملاءة يومي الاخير في بيتنا
وألف هامتي وأخبيء وجهي
بشماخ أسود
ليت نقشاته البيضاء
تزخرف أيامنا
متوشحا بوقار الصمت
وأنا أودع صورة المرحومة أمنا
المعلقة على الجدران مؤطرة
عسى بركة رضاها
تكون لأمان الجدران هي المعجزة
وأضع خطاي في أول الطريق
في كرارة سفر متعدد المحطات
إن تفتحت الحدود المغلقة
ينساب وجهك الفاطمي
أمام ناظري ويرتسم كأنه أمامي
فلا أرى سواه كملاءة
غشت على زجاج القافلة
يومض بهجة عند باب صف المدرسة
وشرائط صفراءحريرية
على كتافتي لباسك الزيتي
براقة كزهور أول باقة نرجس
لك أهديتها
أول شروق شمس الهوى
وأول التعبير عن الميل لعينيك
وكأن حبك الآن قد تجددا
فقد أحياه الرحيل
فلم يطوه كتاب الفراق
رغم السنين
فلا زلت في طياته
قارئاً مذاكراً جيداً
رغم اصفرار الأوراق
أستعين بالإذكارات والأدعية
ويجيء صوتي بعد اختناق
يا وطناً ما كان هكذا
فيك عشمنا
يا وطناً يقتلنا ويدمر منازلنا
ويهجر أولادنا ويشردنا
يا وطناً ما كان هكذا
فيك عشمنا
فبالحزن حلقت دموعنا
بينا نقطع أشجارنا
ونهديها للأيتام المشردة
الذين افترشوا فضاء النزوح
علهم من قر الشتاء
بها يصطلون
فغدت كرومي بلا حراس
ودم الكلام فيك
ينطق موتي الأكيد
بغيوم موتك الممطرة
ما من أمل
ما من رجوع
تقطعت الخيوط
وأسدلت الستائر
على جنون في المسرحية
كانت النهاية
لفصل أخير
مسرحية وطن بلا عقل
مسرحية وطن بالعنف تخدر
وعلى العنف أدمن
ككؤوس دم منها ما ارتوى
وطن اغتصب منا
بلا أي ذنب
فيه القتل يحصدنا.
بقلمي.أ.ايمن حسين السعيد...أريحا...الجمهورية العربية السورية٢٨/١/٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق