....................
د. محفوظ فرج
...............
الأدغال
بصباحٍ
كان مُندّى ببقايا الغيثِ
دعاني الشعرُ إليه
عَمَا يلقاهُ من الدغلِ
الجاثمِ فوقَ وريقاتِه
وحينَ تقرَّبتُ إليهِ
وجدتُ زهورَ القدّاحِ تُظلّلهُ
في أغصانِ النارنج
تبكي يسّاقطُ دمعُ نداها
وتواسيهِ
قلتُ : وماذا في وسعي أنْ أفعلَ
تلك طفلياتٌ تزحفُ
نحو المعنى السامي
وتكبِّلُهُ
تزحفُ نحو المحسوساتِ
شجراً
حيواناً
ومنابعَ خيرٍ
منذُ أسابيعَ شكتْ لي عَزَّةُ
قالتْ دعنا نتقاسمُ آلام الاحزانِ
ربيع الوطن العربي
كما كنا نتبادلُ نظراتِ الحبِّ
ونقرأُ حرقةَ قلبينا شوقاً وغراماً
في العام الألفين
وكيفَ بساطُ الريحِ أقَلَّ كلينا غيمةَ
عشقٍ من سوسة حيثُ البحرِ الأبيضِ
تصعدُ فينا حتى الجبلِ الأخضر
في شحات
قلتُ
زحفَ النملُ الأبيضُ
من أصقاعِ الأرضِ
إلى المخطوطاتِ بمكتبةِ المتحفِ
في بغداد
شكوتُ لها
كيفَ تصَحَّر وجهُ الأرضِ
على الرغمِ من الغيثِ الهاطلِ
مذ وطأتْ سرفاتُ المارينز
شواطئَ أرض النهرين
قلتُ : تيجانُ النخلِ النادرِ في بدرة
جَفَّتْ لم يبقَ سوى عيدانِ جذوعٍ
سوداء
شكتْ لي ما حلَّ بشحات
ودرنةَ والبيضا
ولم تعدِ البيضا بيضاءَ
كما كانَت في عهد الملكِ أدريس
ولا درنةَ عادتْ زاهيةً
بعد توالي أنواعُ الأدرانِ عليها
في الحرب
قلتُ : من عقدينِ
وأوراقي أنثرُ فيها
أسبابَ خريفٍ طالَ
وصالَ وجال
وقد مسخَ عهداً يتوارثُه الأبناءُ
عن الأجداد
لسبعةِ آلاف الأعوام
د. محفوظ فرج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق