الاثنين، 5 ديسمبر 2022

 .................

محمد صالح رحيمي (المملكة المغربية )

....................



رِسَالَتَانِ فِي ظَرْفِ
(البحر البسيط)
شعر : محمد صالح رحيمي
سَـأَلْتُـــــهَا عِــنْدَمَا حَــطَّتْ عَلى كَـفِّي
أَفَرْحَتِي سَبَبُ الإِكْـــثَــــارِ مِنْ رَجْـفِ؟
لَٰكِنَّهَا الْآلَــــةُ الْبَــكْـــمَــاءُ مِنْ خَــشَـبِ
طَالَ انْتِظَـارِي وَلَمْ تُتْبِثْ وَلَمْ تَــنْــفِي
يَا مَنْبَعَ الْحِبْرِ .. يَا ينْبُوعَ فَــلْـسـَــفَـــةٍ
أَدْرَكْتُ أَنَّكِ قَدْ تُخْــفِــيـنَ مَا أُخْــــفِي
إِنْ تَنْقُلِي حُـــبَّـنَا الأَسْمَى وَ فَرْحَــتَــنَا
كَمْ مِنْ مِدَادٍ سَتَـحْتــاجِينَ أَوْ صُحْفِ ؟
ذِكْرَى وَ ذِكْرَى ، لِكَوْنٍ كُلُّ ذَاكِــــــــرَةٍ
تَسْـتَخْـرِجُ الْيَوْمَ مَا صَفَّتْ عَلى رَفِّ
فَالْمَغْرِبُ الْحُرُّ بِالْعِيدَيْنِ مُــــحْتَـــفِـلٌ
رِسَالَتَانِ عَلَى الْأَشْــهَــادِ فِي ظَـــرْفِ
ذِكْرَى الْمَسِيرَةِ إِنْ شِئْتُ الْوُقُوفَ بِهَا
مَلْءُ الصَّحَائِفِ بِالْأَشْعَـارِ لَا يَكْـفِـي
أَحْدَاثُهَا كُلُّ مَخْــــلُـــوقٍ يُـلِـــــمُّ بِهَا
كَأَنْـجُـمِ الْأُفْـقِ لَا تَــحْـتَـاجُ لِلْكَـشْــفِ
مَا زَالَ يَحْكِي لَنَا التّاريـخُ مُفْتَخِــــرًا
قَدْ حُرِّرَتْ أَرْضُ أَجْـــدَادي بِلَا عُنْــفِ
عَزْمٌ.. مَصَاحِفُ .. رَايَاتٌ وَ أدْعِـــيَــةٌ
وَ شَاحِـنَــاتٌ تَشُـقُّ الرَّمْلَ فِي صَــفِّ
فَيَا لَهَا مِنْ تَعَـــابِــيــرٍ وَ مِنْ صُـــــوَرٍ
قَدْ كَانَ تَأْثِـيــرُهَا أَقْوَى مِنَ الْقَصْـفِ
دَقَّاتُ قَلْبٍ تُرِيحُ النَّـفْــسَ مِنْ تَـعَـبٍ
كَأَنَّـــهَا نَــغَــمَـــاتُ الْـعُــــودِ وَ الدُّفِّ
فَهلْ تَخَافُ الَّتِي لِلسِّلْمِ دَاعِـــيَـــــــةٌ
أَضْحَى يُدَعِّــمُــهَا الْقَانُونُ مِنْ خَلْفِ؟
يَا أُمَّةً تجْلبُ التِّــيـــجَانَ هَـــامَتُــهـا
مِنْ أَلْسُنِ النَّقْدِ بِالْإِقْـــنَـاعِ وَ اللُّـطْفِ
قَدْ عَانَقَ الْجَدُّ أَحْفَادًا و قَدْ عَــزَمُواْ
عَلَى مُــوَاصَـــــلَةِ الْبَـــــــاقِي بِلَا أُفِّ
تَبًّا لِمَنْ حَاوَلُواْ تَوْقِيفَ قَاطِــــــــــرَةٍ
أَوْ جَرَّهَا لِلصَّفَا وَ الْوَحْلِ وَ الْجُـــرْفِ
أَكَفُّ طِينٍ بِفُرْنِ الْكُرْهِ قَدْ طُبِــخَـــتْ
تُرِيـدُ تَقْـسِـيـمَ جُلْـــمُــودٍ إِلَى نِصْفِ ؟
حُلْمُ الْعُدَاةِ وَ مَنْ يَبْنِي علَى حُـــلُــمٍ
كَمَن بنَى دُونَ جُدْرَانٍ وَ لا سَـــــقْـفِ
صَحْرَاؤُنَا فِي الدُّنى أَضْحَتْ مُعَـرَّفَةً
فَكَيْفَ تُمْنَعُ فِي الإِعْرَابِ مِنْ صَـرْفِ ؟
وَيَوْمَ كَرَّتْ عَلَى (الْكَرْكَرَاتِ) شِرْدِمَةٌ
اللَّيْثُ كَـشَّـرَ عَنْ نَابٍ بِلَا خَـــــــــوْفِ
فَأَسْرَعَتْ بِخُطَى الْعَدَّاءِ تَــــارِكَــــــةً
كَمْ مِنْ حَصِيرٍ و مِنْ نَعْلٍ وَمِنْ خُــفِّ
دَعْنِي أُغَرِّدُ يُحْصِي الْمُنْـجَـزَاتِ فَمِي
فِي الْحَقْلِ كَمْ وَرْدَةٍ تَحْتَاجُ لِلْقَــطْفِ
عَلَى رِمَـــالٍ بِهَا عِطْرٌ يَفُــــــوحُ فَلَا
يَنْفِيهِ إِلَّا عَــــلِيـــلُ النَّفْسِ والْأَنْـــفِ
كَفَى مِنَ الْوَصْفِ وَ التَّفْسِيرِ يَا قَلَـمِي
الرَّمْزُ أَبْـلَــغُ مِنْ شَــرْحٍ وَ مِنْ وَصْــفِ
فَلَنْ يُـعَــاتِــبَـكَ الْـقُــــرَّاءُ فِي وَطَنِي
إِذَا خَرَجْتَ عَنِ الْمَأْلُـــوفِ وَ الْـعُــرْفِ
محمد صالح رحيمي (المملكة المغربية )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق