الأربعاء، 1 يوليو 2020

...............
محمد الدبلي الفاطمي
..............




ما حيلتي
لا تسألوني كيف كنت أقادْ؟***والسّوطَُ كيف يُمزّق الأجـــــــــــساد؟
والشّمس في أيّ الشّواطئ أسقطتْ؟***ولأيّ ليل حالك تنـــــــــــقادْ؟
والنّجمَُ في أيّ الدّياجي قابع؟***أمْ شرّدت إشـــــــــــــــــعاعهُ الآبادْ؟
من أين لي ردّ الصّقيع وقد طغى***حقـــــباً وما ترك اللّهيبَُ رمـاد؟
أم كيف لي نزع الظّلام من الدّجى***واللّيل يحـــــرثُ هوله الجلاّد؟
ما حيلتي والنّائبات غوائل***تغتال خــــــــــلف ظهـــــورنا الأولاد؟
من أين لي والبئر أوقف سيله***فتحطّـــــــمت في قعره الأعـــــياد؟
أم كيف لي ومواهبي قد أصبحت***تحــــتاج عقد شهادة المـــــيلاد؟
ما حيلتي والزّهر طلّـــقه النّدى***فهوى طريحا عاري الأجـســــاد؟
من أين لي والعصر أصبح موحشا***فيـــــه اللّيالي والسّــنين شداد؟
أم كيف والبربرية أنجــــــــبت***نسلا تـــشرّد فـــــي قرى الأجداد؟
ما حيلتي وعقـــــــيدتي محتلّة***يجــــــــتاح كلّ بقاعـــــها الأوغاد؟
من أين لي والنّاس خلف ظـهورهم***ما عاد فيـهـــــم عاقل أو هاد؟
أم كيف لي وهوى الضّلالة زاحف***لم تستـــطع إيقافه الأمـــــجاد؟
ما حيلتي وقوارب الموت التي***تنهي الحــــــــياة برحلـــــة الآباد؟
من أين لي بعـــــبارة مشتقّة***من مــــــصدر يخلـو مــــن الإلحاد؟
أم كيف لي وجميع ما رسمت يدي***للبائسين المــــــــــتعبين مداد؟
ما حيلتي والنّصّ بين ســطوره***ســـــــقط الدّجى فتوقّف الإرشاد؟
من أين لي والعزم أرهبه الرّدى***فارتاع من نكــــساته الأحــــفاد؟
أم كيف لي والسّحت أصبح جاثما***فوق الصّدور يحاصر الأسياد؟
ما حيلتي والبحر أغرق إخوتي***ورمى بهم في الشّاطئ المـــعتاد؟
من أين لي والحقد يزرعه العدى***فيموت من إعصــــاره الأولاد؟
لا تســــألوني عن الوطن الذي***أضـــحى أسيرا في قبضة الأوغاد
محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق