................
محمد نورالدين المبارك الريحاني
...............
* همسة الأملْ *
..........................
إبتليت بقلم لا يكلّ ولا يملْ
إنتفض في عطش من مرج البحرين
يبتغي شراب لسان بين الشّفتين
نفض عن رأسه الغبار في عجلْ
واستكان بين الأصابع
وكأنّه فرّ من عقالْ
يدّعي أنّه رمته يد القدرة الأزليّة
كوسيط خير بين الماء والنّار ...
كبرزخ بين الليل والنّهار
حاملًا العجب العجاب وبه علينا أطلْ
سليط اللسان هو ثرثار
يشعركبني الإنسان ولا يحتمل العارْ
يسيل لعابه عند القبلْ
يغازل أرحام الورق بلا خجلْ
لمّا يرسم الحروف بالمعروف
وينفخ في تراقيم الأقدارْ
قضاء مبرم بين الجبر والإختيار
وفي رسم الطّلاسم أحيانا... يتوكّل فيرتجلْ
أكان قلمي يعلم أنّه منبع الإنشاء ليلا.....
وفي النّهار يثني أكمّ السّواعد للإعمارْ
يكتب قلمي الذّبذبات الصّوتيّة
يحولّها إلى نقاط معتدلة في حنيّة
بقدرة الحكمة العليّة
يسطّرها حروفًا أبديّة
بديعة تجذب الخواطر للإستبصارْ
تثير فتنة التّدبير للأفكارْ
كعرائس في أبهى حللْ
فالمحو لديه ممنوع .....
ونبض قلبه غير مسموع
خوفًا من سطوة الشمس الجبّارة
عل لطف البيان من حلاوة العسلْ
ومجرى ينابيع الأسرارْ
قلمي يعشق الصّوم...وليس بإمّعة للقوم
افتتن بالجوع في راحة البالْ
ولا يغترّ برغيف الإفطارْ
وقاية من الحرق ...والنّارْ
والويل لأكباد لا تخشى الإشتعالْ...
في حسرة غبن هي ...وذلْ
إذ كناصح جُبِلَ أن يقولَ
منبّها أصحاب الفطنة وأرباب العقولْ
ما الجوف إلا سجن للأفكارْ
مآله الخراب والبوارْ....
عش دعارة ...ومن الجشع ماقتلْ
كبيت خلاء هونتن ...وبئس المحلْ
.......ريحانيات
الاديب المفكر والشاعر التونسي
محمد نورالدين المبارك الريحاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق