............
مرشد سعيد الاحمد
..............
-قصة قصيرة
بقلم: مرشد سعيد الاحمد
--------------- الفساد الاخطر -----------------
في ساعات الفجر الاولى وبعد اداؤه صلاة الصبح خرج ابو قحطان من بيته الكائن في الطابق الرابع في بلدة تل المكاصيص نازلا بحذر على درج البناية وسط ظلام تبدده خيوط الفجر الاولى وينتابه شيء من الخوف ليسافر الى بلدة تل المرابيع التي تبعد حوالي تسعون كيلو متر لينفذ المهمة الموكلة اليه كمسؤول عن احد المراكز الامتحانية فيها. وبعد ان خرج من البناية متوجها الى مركز الانطلاق سأل نفسه قائلا : هل من المعقول ان الامتحانات في باقي دول العالم تجرى بهذه الطريقة وكأن الوزارة المعنية لها ثأر عند الطلاب وكأننا في معركة حقيقية. وعندما وصل مركز الانطلاق تفاجأ بسيارة قديمة مهرهرة مخصصة لنقلهم الى المراكز المكلفين بالاشراف عليها فسأل السائق بالعامية قائلا:
( هذي سيارتك بيها فريم )
اي ان مكابح هذه السيارة جيدة لانها الاهم بالسيارة
فرد عليه احد الزملاء هذه السيارة تعتبر في العقد سيارة سياحية خمس نجوم كاملة المواصفات فهل من المعقول ان تكون مكابحها معطلة
انطلق الجميع في الموعد المحدد متوجهين الى تل المراببع ووسط صوت هدير المحرك وحفيف الهواء بسبب تكسر زجاج بعض النوافذ دارت احاديث مختلفة
كان اهم الفساد المنتشر في اغلب الدوائر ووصول الكثير من الفاسدين الى مراتب مرموقة في القطاع العام
فرد عليهم ابو قحطان قائلا : ان اي نوع من الفساد الذي ذكرتوه يمكن القضاء عليه خلال فترة قصيرة من خلال تفعيل القوانين الناظمة واستبعاد الفاسدين واصلاح ماتم افساده بسهولة. لكن الفساد الاكبر والمدمر للوطن وللمواطن والذي لايمكن اصلاحه الا بعد عشرات السنين هو فساد الجيل وبشكل خاص مايخص التعليم والامتحانات العامة. وانا برأيي توجد عدة عوامل ساهمت في انتشار هذه الظاهرة. اول هذه الظواهر هي القوانين والانظمة التي قيدت المعلم في التعامل مع طلابه مما افقده احترامه ومكانته في المحتمع .
فرد عليه ابو حنا انا اعتقد ان الكثير من المعلمين والمدرسين فقدوا احترامهم في المجتمع نتيجة تصرفاتهم الشخصية مثل قبول دعوة من الطالب الى المقهى لتدخين الاركيلة او قبول هدية لمساعدته في الغش بالامتحانات العامة وكما تلاحظون نحن المسؤولين عن سير الامتحانات نتابع الكثير من المراقبين وتصرفاتهم قبل الطالب ومحاولته الغش
اضف الى ذلك المشاجرات التي تحدث بينهم في المعاهد الخاصة وتوجيه الاتهامات لبعضهم البعض امام الطلاب . وتابع ابو قحطان كلامه قائلا :والظاهرة الاهم في فساد الجيل وفساد التعليم هي طريقة الامتحانات والتي لم تعد تناسب العصر والمناهج الحديثة والتي تختصر المرحلة الثانوية في ثلاثة اسابيع امتحان يحصل من خلالها الطالب على مجموع درجات تؤهله الدخول الى الجامعة دون الاهتمام بنشاط الطالب خلال المرحلة الثانوية . مما يدفع الكثير من الاهالي والطلاب الى استخدام كافة الاساليب المتبعة في الغش من خلال اتباع الدورات وشراء ذمم بعض المشاركين بالامتحانات وشراء المصغرات وسماعات الاذن والتجمع امام المراكز ومحاولة ادخال الاجابات والمصغرات...... وخير مثال على ذلك الاستاذ خلف الذي كان مدير اكبر ثانوية والذي كان يقيم المحاضرات والندوات ويتحدث فيها عن الاخلاق والمباديء. فقد التقيت به برفقة ابنته جمولة في مكتبة ابن خالي لشراء مصغرات للغش
فقلت له : معقولة يااستاذ خلف انت الذي كنت تعطينا محاضرات في الاخلاق ترضى هذا العمل
فرد عليه صحيح لكن اولادنا شعلة من الذكاء لكنهما مظلومين بسبب عمليات الغش التي تجرى في بقية المحافظات مما يؤدي الى رفع معدلات القبول الحامعي
فالتفت الى ابنته جمولة وقلت لها ياشاطرة ممكن سؤال
فقالت تفضل استاذ .
فقلت لها شيء اسمه مشتق من لونه نستطيع ان نقليه بالزيت او السمنة وممكن نصنع منه بعض الحلويات ماهو؟ فأجابت قائلة : نعم استاذ عصفور
فرديت عليها : خطأ و الجواب بيضة
ثم قلت لها شيئين اسمهما مشتق من اسمهما و.....
فأجابت: نعم استاذ شجرتين
فرديت عليها : خطأ و الجواب بيضتين
فقلت لها: حيوان لون ابيض وله ذيل ويأكل لحمة
فأجابت بلهفة وسرعة قائلة: نعم استاذ نعم استاذ هذه المرة عرفته فقلت لها ما هو ؟ فقالت ثلاث بيضات
وبعد ضحكة من الجميع . شارك الاستاذ ابو جوان الحديث قائلا : قبل ان يتقاعد خلف قمت مع بعض الزملاء بجولة الى مدرسته وبعد ان حضرنا بعض الدروس وعدنا الى الادارة قلت للاستاذ خلف معقولة يااستاذ طلاب الصف التاسع مايعرفون مين قتل الشهيد البطل عمر المختار فقام من مكانه غاضبا وبعد ان شد ربطة عنقه قال باللهجة العامية : ( انتوا متأكدين اللي چتل عمر المختار هو من طلاب الصف التاسع )
وعندها اضطر الاستاذ ايشو انا يشارك الحديث
فقال انتم تحدثتوا عن الكثير من العوامل التي ساهمت في افساد الجيل ونسيتوا الاداريين في المدارس وما لهم من دور هدام في افساد الجيل من خلال التستر على غياباتهم وعدم التواصل مع اهاليهم وهروبهم المبكر من الدوام و....
ولا ننسى ماقام به المدير حميدان عندما قال للطلاب وقبل بدء الامتحانات الانتقالية كلكم ناجحين بمناسبة فوز فريق كوستاريكة على فريق اليابان مما تسبب في فشل العملية الامتحانية في ذلك العام في مدرسته
__________ انتهت _____________
بقلم: مرشد سعيد الاحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق