الخميس، 30 يوليو 2020

...............
اسماعيل الشيخ عمر
............




انا والقلم
من منا تراه الذي ظلم
أوسقط من شاهق الألم
على باب خيمةالعزاء
هناك كل شيء حسم
لحظات سريعة انقضت
سنين طويلة مضت
وذكريات تجمعت
بفوضوية حمقاء تكدست
آلامي
أحلامي
أيام طفولتي
أمام عيني تمثلت
صراع غريب اجتاحني
لحظة سألني أستاذي عن اخر كتاباتي
أجبته بلا مبالاة
هذا ماض ولى وفات
دهش ...
نظر إلي مذهولا
حدق في عيني
وكأن شيء في داخله انكسر
وألف سؤال وسؤال
صار يراوح على شفتيه
حزينا
أشاح بوجهه عني
ومضى
غاب في الأفكار
وبلا قرار ...
بعيدا في عتمة الخذلان سار
بدأت أحصي خطواته وهو يمضي
و كل خطوة تشعل في ذاكرتي النار
صمت عجيب
ماذا فعلت
وفي تلك اللحظة استيقظت
سبات مقيت
لم أستطع حينها الرجوع
كنت بما حصل مفجوع
لكنها الظروف
لعبة الأقدار
أبت إلا أن تعيدني وتتخذ القرار
وهكذا صار
تقاعدت من عملي
ثم تحررت منطقتنا
من عبيد ظنوا أنفسهم أحرار
وعندما دخلت منزلي الحبيب
دهشت من هول مارأيت
وقفت بين الركام والدمار
نظرت حولي وقد تجمع الكثير من البشر
ففاضت دموعي أمطار
نسيت كل شيء
أثات منزلي المنهوب
نحاسياتي الحبيبة
نسيت شكل الدار
وبدأت أبحث على كتبي
عن بقايا الصور
فكل ما اراه امامي
غارق في الغبار
فجأة
وبلمح البصر
الماضي كله بثانية عبر
مجلس العزاء
أستاذي
لحظات الصمت..
تلعثمت
فاضت دموعي
إنه الحنين..
ضحكت
ثم صرخت
.وقتها فقط أيقنت
أنها الذكريات
الماضي الدفين
صرت أنظر حولي
أحلامي هاهنا كانت
لكنه ذلك الصوت عاد يسألني
يوبخني
يسألني عن رحلتي الطويلة
وكيف أحرقت كل ذلك العمر
تبسمت بازدراء
فعاد الصوت ينخر ذاكرتي
ينبش الماضي الدفين
يراودني.
. يهز جدران مخيلتي
يهددني.
. يوبخني..
يصفعني
فقلت له..
حسناً يا صديقي
إنه الزمان العتيق
دعني وشأني
لكنه عاد يصفع مخيلتي ويصرخ
عد لأحلامك.
. عد لآلامك..
لبحارك وقلاعك
لكل الصحاري القاحلة التي رسمتها آمالك
واحة فرح
عد
لشكك
لدموعك وآلامك
هاقد صقلتك السنين
فارتعشت وضحكت
بكيت
وصرخت..
من يهتف بي...؟
فقال أنا أحلامك وأمانيك
أنا أيامك
وماضيك
وصوتك أنا يا صديقي
أنا أنت..
فهل انت عرفت من أنت....؟
ضحكت قهرا
وقلت نعم
وقفت لأغادر هذا الموت
لكني رجعت
لأبحث عما أضعت
فتذكرت خزانتي القديمة
أسرعت إليها
فتحتها على عجل
فغطى وجهي الغبار..
بقايا السنين الغابرة
فتحتها
بدأت ألملم أوراقي المبعثرة
أزحت عنها غبار الزمان
نفضتها بيدي وقرأت الكثير منها بإمعان
بشغف وإدمان
وفجأة سقط قلمي من دفاتري
شعرت بشيء يصفعني
سمعت شيئاً يهاتفني
وقال.. لقد حيرتني
خنتني وخذلتني
فلماذا تعود...؟
فابتعدت ثم ضحكت ثم صرخت
ها أنا أعود يا صديقي
أنا أعود.. أنا أعود
لقلمي.. لآلامي
لحنيني.. للابتسام..
الشاعر اسماعيل الشيخ عمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق