الجمعة، 31 يوليو 2020

................
حسن علي المرعي
...........


 . سُـورِيَّـةُ الـوجـهِ . .
آنسْتُ ذِكْرى هواكُمْ خـافِقاً عَشِقَا
يلـهو بـرُمّـانَـةٍ أو كـيفـما اتفـقـَا

ظَـلَّـتْ بـهِ رِقَّـةٌ بالكـأسِ تـنـشـرُهُ
قـلْـبـاً و تـجـمـعُـهُ في نـاهِـدٍ رَهِـقا
آيـاتُ غُـربَـتِهِ بـالـوجـهِ ذي شَـفَـقٍ
تحـتَ العيونِ و بالعـشّاقِ ما شَـفِـقا
مِـنـكُـنَّ لو كَـذَّبَـتْ ألحاظُـكُنَّ هوىً
فُـيكُـنَّ لو صـادِقٌ مِـنـكُـنَّ ما صَـدقا
يـا جامِعاتِ الشَّذا في غُـرَّةٍ وَجَعاً
وناشِراتِ الشَّقا لو جَـدَّلَتْ نَسقـا

آنـسْـتُ مِـنْهُ بـياناً رَيِّـقـاً لَـبِـقـا
لو غـيْمُهُ خُـلَّـبٌ أو لِلـمَشِيـبِ سَـقى
مِنْ نُورِ مُفْـتَرقٍ يَصغِيْ لِخُـطبَـتِهِ
حتَّى تَشـتَّتَ بَينَ الشَّعرِ وافـترقَا

و مِـنْ بِداياتِ ما أولـتْهُ مِنْ نَـظَـرٍ
حتَّى شَفيرِ الرَّدى في عَينِها نَطـقَا

عُمْـرٌ تَـقـطَّـرَ مِنْ وعـدٍ ومِنْ عَـتَبٍ
طِبْقَ السُّلافِ الَّذي لو خَدُّها عَـرِقَا

طَـوراً يُكـلِّـمُـهُ مِـنْ مَيْـمَـنٍ لَـسِـنٍ
كـانتْ بِدايَتُـهُ يَومَ الشـَّذا أرِقَا

وألْـفُ طَـورٍ لَها سَكْـرَى مُـشافِـهَةٌ
كأْساً لَها عَشِقَتْ فاستَوثَـقَتْ خُلُقَا

سُـورِيَّـةُ الـوجـهِ إلّا أنَّـهـا تَـركَـتْ
فـي كُلِّ ذي عِزَّةٍ مِنْ أمـسِها أنـقا
مِنْ هاهُنا وردةٌ يَـنْدى بِضِـحْكَـتِها
و مِنْ هُناكَ الَّذي في صَدرِها شَهَـقَا

و مِنْ تُخُـومٍ علَيها شامَـةٌ سَـكِرَتْ
حتَّى تَـسَمَّى بها ذُو خَمْرةٍ عَتِـقَا

تَـرنُو جَـنـوباً على حَـورانَ قارئـةً
قَمحاً على سَهلِ خَصرَيْها إذِ استبَقا

وتَـرتَـديْ بسْـمَـةً نـيـسانُـهـا سَـنَـةٌ
تَنَـزَّلَـتْ حِمـصُ في زُنَّـارهِ حَبَـقا

وتَشـلَحُ الوردَ أو لا تـرتـدي حَلَـبٌ
هناكَ مَنْ نَشَـقَتْ مَجداً ومَنْ مَشَقا

ولستُ أدري بياناً مِثلَ ما اكتحَلَتْ
دَيْرِيـَّةُ العَيْـنِ أو رَقِّيَّـةٌ حَـدَقَـا

حوراءُ عاذَتْ بِما في الرمشِ منْ غَسَقٍ
واللهُ حوَّطَـها مـنْ شَـرِّ ما خَـلَـقـا
ومـا بِـلابِـسَةِ الـوِديـانِ شَـلَّـحَـهـا
بَحـرٌ لِيُغْرِقَـها لَكِنْ بـِها غـَرِقَا

كما على شاطيءٍ في ذاتِ مأْكَمَةٍ
لَها كَثيـبانِ مِنْ كِبْرَيْهِـما افتَرَقا

تَـصُـدُّهُ خَـجـلاً لَـكـنَّ جـارَتَـها
تَـمُدُّ مِنْ نَـزَقٍ في نَهدِها عُنُـقا

ويَسـتَـقـيمُ زمانٌ دَمشَقَـتْ غَـدَهُ
شَـآمُ في كُلِّ ما في حَورِها عَـلِـقَا

رأيْتُهُ قَـمَراً في الياسَـمينِ شَـدَا
وحَلَّ مِئْزَرَها واستنْشَقَ العَبَقَا

وواعَـدَتْـهُ بأنْ تَـبـقَى مُـصابِحَـةً
كـُؤوسَهُ فَـرحَـاً حتّى لـوِ اغـتَبَـقَا

تُـعـتِّـقُ اثـنَـيْـنِ فـي أثـداءِ دالِـيَـةٍ
وواحِـدٌ كـادَ لولا مـاءَهـا اعتنَـقا
وتَجـعلُ اللَّيلَ فُـستاناً لِسْـهرَتِـها
تُبادِلُ الـغَـيَّ ذا شِـقٍّ بِـذاتِ تُـقى

ولا تَـصُـدُّ ولـو كـانَـتْ أنامِلُـهُ
تُوسِّعُ الزِّيقَ أو تَسْتَسهِلُ الطُّرُقَا
ولا تَـرُدُّ لـهُ عـنْ مَـبْسَـمٍ شَــفَـةً
لِيَسرِقَ الوردةَ الحَمرا بِـما سَرَقَا

الشاعر حسن علي المرعي ٢٠١٨/٧/١٨م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق