..............
ليلى كافي/تونس
..............
أرادت النّفس السّباحة في العتمة ككلّ مرّة مُحاولة أن تهرب فيها من ضيق الحياة...لكنّ العتمة نَكَثَتْ كلّ عهودها وابتلعت النّفس البريئة في جوفها... سِرْتُ ونفسي في غياهب العتمة نروم الخلاص...أين اختفى الضوء،ذاك الوميض الذي التقيته منذ الأزل وضاع بين ثنايا العصور...أعلم أنّني أصبحت باهتة الملامح،منهوبة الحضور، فقط سراب وحيد أسرني وجعلني أتتبّّع خطاه خاضعة بإرادتي...تَبِعْتُ نفسي الأسيرة فقالت:"هاهو ضوء خافت يُومِئُ لنا من بعيد بنظرة ساحرة"...همس الصّمت في أذني: "اِقْتَفِي أثر الضّوء ففيه خلاصك"... حملتُ نفسي بين أضلعي وسرنا خلف السّراب في عتمة لا تنتهي وضاع بين السّطور الخلاص....هاهي روحي الغريبة جاثمة تَكْتُبُنِي من بعيد بِحِبْرِ الشّوق،بمشاعر الحنين،برغبة في الانصهار...وصلتُ ونفسي إلى الضّوء...كانت العتمة تعتلي عرش الكون وكان الضّوء ساجدا في محرابها،...أشار لي هذا الضّوء بالسّجود لأصل إلى روحي الغريبة،...فعُدْتُ أدراجي أحتضن الظّلمة باحثة عن منفذ آخر للخلاص وتركتُ رسالة لروحي الغريبة:"أنا نفس أبيّة لا تُلامس ضوءا في العتمة،...أنا نِدُّ العتمة الوحيد وتركتُ لكِ القرار"... ورغم الملامح الباهتة بعثتُ لكم رسالة مُضيئة بحبر أسود سَرِقْتُهُ من ضوء العتمة كتبتُ فيها:"مساء العتمة".
____________________________[[ليلى كافي/تونس]]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق