الأحد، 29 ديسمبر 2019

..............
أحمد المقراني
...........

لا يتوفر وصف للصورة.



النزاهة (ذلك الحصن المنيع)
حضرتَ إلى العيش يا ابن البشرْ°°°تراوح بين النجا والضررْ
وفي جادّة الدرب ســـــرتَ وئيدا°°°لتختار بين الردى والضفر
فأما الصعود لِهــــــــام الذرى°°°وأمــــــا التّردي إلى المنحدر
إلى وهدة الخزي درك مَـقيت°°°حوت وصم عـار لظاها سـقر
وهذي السجـــــايا وليدة طبع°°°يربى بها الشخص تغزو الفكر
وحب التكــــاثر ألقى غشاء °°°على أعين الغشم غشى النـظر
وفي أول الأمــر كان نبيــلا°°°وكان من الأجــــــدى أن يعتبر
ولكنــــه مــع داء الفســـــاد°°°وحـب التمــــلك أنَــــاهُ أمــــــر
فيا عجــبا من غرير تردى°°°أمـــــام المغـانــــم كبا وانتـــحر
عَمتْه المغانم ضلّ الطريق°°°توجـه نحــــو المـنى والوطــــر
ليلقاه بعد الســــــقوط أساه°°° ويحرم نومـا يعــــــــاني السـهر
ألا فالـترفع يبغـي سجــايا°°°وروح الإباء بوســـــــــم الكبـر
تعاف التردي نحوالضلال°°°لحصد العــــلاقم مـر الثمــــــر
مرام الشريف العفيف النظيف°°°تكون السعــــادة هي المــقر
الصدق في القول والإخلاص في العمل صفات من متممات النزاهة ذات المعنى الأشمل والأعمق والأبعد. النزاهة من صفات الإنسان الذي ذكر في القرآن الكريم في سورة التين ،قال تعالى: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم. والتقويم يشمل الجانبين المادي منه والمعنوي ،وتزداد أهمية المعنوي على المادي شأوا كبيرا، وتحتل النزاهة مدى الشأو المذكور ، وبدونها فإن الجانب المعنوي ينهار ويتصدع ،الآية الرابعة أشارت إلى التقويم الحسن في خلق الإنسان .هذا الإنسان قد ينزلق تحت تأثير النفس النزاعة لحب الخير والاستئثار بالمغانم، وبتحريض من الشيطان ليصبح هذا الإنسان في أسوإ تقويم، وهو ما أشارت إليه الآية الخامسة من نفس السورة.
النزاهة حصن منيع لمن التجأ إليه واستظل بظله، العواقب والخواتم بالنزاهة مسك وعنبر ونقاء .أما إذا ضيع الإنسان سبيلها فإنه يتيه ولا يجد سبيله ،ويسلك سبيلا آخر يوصله للمآزق وسوء العاقبة. ما نراه ونلحظه من الكثير الذين تنصلوا من النزاهة وغرتهم المغانم ،اليوم هم يدفعون الثمن غاليا من حريتهم وكرامتهم وعوائلهم. النزهاء اليوم في حصنهم يحبرون متحدين الحاجة مكتفين بما قدر لهم من رزق، أولئك الذين رضي الله عنهم فجزاهم بما صبروا في كل الأحوال الهناء وراحة البال.
أحمد المقراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق