من فتحة فمـه مرورا بكـل ـ جزء ـ وصولا إلى فتحـة الـشرج يتشكـل مفـهوم
الوجود لديـه ،علاقته الإنسانيـة بالأخـرين قامت على هـذا الوعـى البُنى اللون
المنكفئ على ذاتـه / الكـريه الرائحـه / عـرفتـه كواحـد من البشر، إنه حامـل
الليسانس ودارس الفلسفـه والممثل المغمـورعـلى خشبة المسرح رغم كل مالديـه
بحق من موهبة رائعه ، قـرأ الكثير مـن مؤلفات فـى الفـن والأدب ، إنه التنويرى
المتـعـدد الفتحات بشراهـة / الإلتهامى / ذو الطبع الهلامى / الـذى يقـوده لُعاب
شهوته إلى مواطن اللذه ، من حاسة الشم يتسلل خلف الكواليس إلى متعته بينما كل
ليلة ـ بطلا ـ يقف على خشبة المسرح .... كـيف توقـف عـنده الزمن لم يشعركم به
يجرى تحته حين أخذته العزة بالإثم فاستعلى مغرورا متكبرا متحذ لقا
متمردا على كل شئ / لم يترك نوعا من المخدرات إلا وتعامل معه ..
من يومها فقد أصبح ضد الله والقوانين والشرطه .... إلى أن سقط فجأة
وحين التفت إلى الوراء بعـدما اشتعل الرأس شيبا والعمرقد مــضى هو
يبحث عن القدامى من أصدقائه .ولم يجد فمنهم من مات ومـنهم من لـم
يعد يتذكرمامضى فلم يعرفه أحد ، الكل عنده من الهموم ما ينوء بحمله
الذى أحدثكم عنه كيف لم يعرف بدوران الزمـن ، وليس الاّن كمثل
مامضى ، هل كان من أهل الكهف ، ليته كان كلبهم ماسألناه كـم لبـثت
وكنا التمسنا كل عذر، فليس عليه من حرج . من حيث بـدأ قـد انتـهى
وما تركه من أربعين عاما .عادإليه ثانية . حقيقته الأولى فى طفــولة
الجسد ـــ إنه دارس الفلسفة الذى لم يحقق إلى الأنا الأعلى نوعا مـن
التجلى ولا رفعة شأن ، هل كان مغـلوبا على أمـره ، اللـهم احفظنا ولا
ولاتكتب علينا ، سأظل ما تبقى من عمرى فى حيرة من أمره ، بحق
لقد عرفته ـــ على مـدار سنوات من عمــره فمابدأ منه ، هـوالاّن فـقـد
إنتهـى إليه ، يسحب نفسه فى خطى بطيئة وملابس متسـخه ، بذهـن
شـارد ووجـدان متـبلـد ، رائحة بوله العطن تفوح من ثيابه ، تكشف عن
مأساة ما تبـقى مـن سنوات عجـز ،هل كان يسعى دون مقاومة لنهايته
التى لم ينمو فيها أبعـد مـن مستوى فتحات جسده رغـم كل ما قـدمت له
الحياة مـن فرص على طبق من ذهب ، لكن الطبع غالب ، فقد ظل وفيا
فى نظرته إلى الدنيا من فتحات جسده ولا فائدة تقاس إلا مرورا من كل
فتحة ، والاّن هل من الممـكن أن تفسرلى الـداروينيه مع المـروركذلك
على نظرية تنـاسخ الأرواح فى الهندوسيه مع بعض شروح أعمق عند
الفرويديه حتى أقف على فهم طلاسم الإنسـان ومعـرفته ــ هـل عـرف
نفسه حقا ــ والله ولاأنـا قد عرفت نفسى حتى أعرفه حق المعرفه رغـم
كل سنوات الصداقة التى كانت بيننا
نص / محمد توفيق العــــزونى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق