..............
د. احمد زكي
............
الطقطوقة الرابعة والتسعين بعد المئة الاولي .... عن كعب ابن زهير .... اتحدث
كان صلي الله عليه وسلم يؤلف قلوب الشعراء بالصفح عنهم و إكرامهم ،.....،
فعفا صلي الله عليه وسلم عن شعراء كثيرون.... ناصبوا الإسلام العداء في أول عهدهم....
ثم هداهم الله إلي دينه الحنيف ،.... فاسلموا وحسُن إسلامهم...
وكانوا من المدافعين المخلصين عن الإسلام وعن نبي الهدي ،
وكان من أبرز هؤلاء الشاعر كعب بن زهير بن أبي سلمي ،
وقد كان كعب في صف المشركين ،
وكان يهجو رسول الله صلي اله عليه وسلم ، وهجا أيضا أخاه ( بجيرا ) لأنه قد دخل في الإسلام ،
فأهدر رسول الله صلي الله عليه وسلم دمه ،
ولكن بعد فتح مكة هداه الله سبحانه وتعالي إلي الإسلام ،
فأتي إلي النبي صلي الله عليه وسلم في المسجد النبوي الشريف....
مسلما تائبا ،...... وطلب الأمان من رسول الله صلي الله عليه وسلم....
فأمنه صلي الله عليه وسلم
فانشد كعب بين يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم.....
في المسجد الحرام قصيدته الاشهر العصماء.... ، بانت سعاد :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ
متيم إثرها لم يفد مكبولُ
وما سعاد غداة البين اذ رحلوا
إلا أغنٍ غضيض الطرف مكحولُ
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة
لا يشتكي قصر ٌ منها ولا طولُ
ومن أبيات تلك القصيدة العامرة :
نُبئتُ أن رسول الله أوعدني
والعفو عند رسول الله مأمولُ
إن الرسولَ لنور ٌ يستضاءُ به
مهندٌ من سيوف الله مسلولُ
الي ان يقول الحكمة التليدة :
كل ابن أنثي وان طالت سلامته
يوما ، علي آلة حدباء محمولُ
رحم الله كعب بن زهير.....
الشعر الخالي من الغزل ، ليس بشعر ، ...
ولذلك تلاحظ ان الشعراء ومنذ العصر الجاهلي، كانوا يبدأون قصائدهم بالغزل أو النسيب او التشبب
ذلك..... ليثروا السامع ويدهشوه ويحركوا عواطفه وخياله ويطربوا سمعه ،
وكعادة العرب في بدء القصائد بالغزل والنسيب ،
سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم... ما سمع من غزل مكشوف من كعب بن زهير
مثل ( هيفاءُ مقبلةً عجزاءُ مدبرةً )
ولم ينكره عليه ..... بل فرح صلي الله عليه وسلم بما سمع من كعب ،
بل وازد صلي الله عليه وسلم في إكرام الشاعر....
فخلع بردته الشريفة ،...... وكسا بها كعب بن زهير...... فأي تكريم هذا ،واي شرف رفيع
وقد حَسُنَ إسلام كعب وكان من الشعراء الصالحين ،
ولعل ابو الطيب المتنبي ....هو الوحيد الذي احتج علي دستور الشعر بأن يبدأ الشاعر قصيدته بالغزل والنسيب .... فقال :
أإن كان شعرا.... فالنسيب المُقدَمُ
أكل من قال شعرا.... متيممُ ؟
وفيما بعد عرض خلفاء بني امية علي كعب بن زهير..... ان يبتاعوا منه تلك البردة الشريفة... فرفض ان يبيعهم اياها طوال حياته... حتي وافته المنية
الا ان ابنه من بعده.. وافق علي بيعها... فابتاعوها منه بعشرين الفا .....
وظلوا بعد ذلك يتوارثونها جيلا بعد جيل
..... بعد ذلك بأكثر من خمسمائة عام ‘ جاءنا الإمام البوصيري ( 1211 – 1296 م )
وكان قد أُصيب بمرض عضال ، ودعا الله بان يشفيه من مرضه
فكتب قصيدة شهيرة عنوانها (البردة ) في مدح النبي صلي الله عليه وسلم....
تيمناً ببردة المصطفي صلي الله عليه وسلم التي اهداها الي كعب بن زهير ..... وكان قد قيل إن من ارتداها يُشفي بأمر الله من مرضه، فعمد البوصيري لكتابة قصيدته البرده عل الله يشفيه ، فشفاه
قصيدته البرده... ذائعة الصيت وتتلي كورد عند بعض المؤمنين ،
وهي اشهر قصيدة في الحكمة عند العرب.... و مطلعها :
أمن تذكر جيران بذي سلمي
مزجتُ دمعا جري من مقلتي بدمي
ثم يقول الامام البوصيري في بردته المليئة بالحكمة :
يا لائمي في الهوي العذري معذرة
مني إليك ولو أنصفت لم تلمِ
وخالف النفس والشيطان واعصهما
وان هما محضاك النصح فاتهمِ
والنفس كالطفل إن تهمله شب علي
حب الرضاع وان تفطمه ينفطمِ
كم حسنت لذة للمرء قاتلة ً
من حيث لم يدر أنّ السم في الدسمِ
وبعد ذلك بأكثر من الف عام جاء أمير الشعراء احمد شوقي (1868 - 1932 م )
ووقف علي قصيدة ( البردة ) للإمام البوصيري ،... وأعجب بها....
فعارضها بقصيدته الشهيرة ( نهج البردة ) .... أي قصيده علي نفس الوزن والقافية لبردة البوصيري
وقال شوقي في مطلعها.... وقد غنتها كوكب الشرق أم كلثوم :
ريمٌ علي القاعِ بين البان والعلم ِ
أحل سفك دمي في الاشهر الحُرمِ
لما رنا... حدثتني النفس قائلةً
يا ويح ذنبك بالسهم المصيبِ رُمي
وفيها يقول شوقي حكمته ايضا :
يا لائمي في هواه والهوي قدر
لو شفّك الوجد لم تعذل ولم تَلُمِ
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوّم النفس بالأخلاق تستقمِ
أتيت والناس فوضي لا تمر بهم
إلا علي صنم قد هام في صنمِ
ثم يتضرع شوقي الي الله بالدعاء باكيا علي احوالنا :
يارب هبت شعوب من منيتها
واستيقظت أمم من رقدة العدمِ
رأي قضاؤك فينا رأي حكمتُهُ
أكرم بوجهك من قاض ومنتقمِ
فالطف لأجل رسول العالمين بنا
ولا تزد قومه خسفا ولا تسِمِ
يا رب أحسنت بدء المسلمين به
فتمم الفضل وامنح حُسن مُختتمِ
اللهم آمين... اللهم آمين
هذا ما تيسر قوله،
فســـــلام ٌ عليكم ، وســـلام ٌ لكم ، ودمتم ســــالمين
احبابي…
إن مغاني الطقاطيق كاللآلئ المكنونة... تزداد بهاءاً مع تكرار النظر إليها ،
فإن رأيتم أن تشاركوني معاودة النظر إلي ذاك البهاء ، فقد ابليتم ُحسنا ... .
يا احباب ... من فضلكم
انا لا اكتب لكم الطقاطيق ... بل اغنيها لحضراتكم
نعم انا اغني لكم الطقاطيق
انا اغني للبعيد والقريب … فأطرب الكركي والعندليب
الكركي اكبر الطيور … والعندليب اجمل عصفور
و تتسابق مني الحروف لشكر…. كل من يزرع سوسنة تعليق او مدح او قدح على ضفاف هذه الطقطوقة من الأساتذة والأستاذات……. " كراماً كاتبين"
وانا يا احبابي... ادعوكم بمحبة لزيارة صفحتي الشخصيه... ففيها كل الطقاطيق التي اكتبها لكم…
فضلا عن موضوعات شيقه اخري…. قد تروقكم… فان راقت لكم فبها ونعمت…
ودمتم بخير وسلامة
المنصــــورة الجميله ، مصــــر المحروســــة
د. احمد زكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق