الأربعاء، 29 سبتمبر 2021

 .............

مدحت رحال ،،

...............



دقة اللفظ والتعبير
في القرآن الكريم
------------
عرضنا في مقال سابق إلى دقة اللفظ والتعبير في استعمال كلمتي :
ولد ، غلام
في قصة زكريا عليه السلام
ومريم عليها السلام
وقد بقي للموضوع بقية ، رأينا أن نتكلم عنها في مقال منفصل خشية الإطالة وأن يمل القارىء
ذلك ،
دقة الإستعمال بين كلمتي :
يفعل ، يخلق
في نفس السياق ،
في بشرى زكريا بالغلام قال تعالى :
(( قال رب أنّى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر ،
(( قال كذلك الله ( يفعل ) ما يشاء ))
وفي بشرى مريم قال تعالى :
(( قالت رب أنّى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر
(( قال كذلكِ الله ( يخلق ) ما يشاء ))
مع زكريا قال : يفعل
مع مريم قال : يخلق
الفعل أيسر من الخلق ( من حيث مفهوم البشر ، ولكنه يستوي عند الله ، فليس عند الله سهل وأسهل ، فليس يعجزه شيء ) ،
نقول : لم فعلت ، ولمَ لمْ تفعل
ولا نقول : لمَ خلقت
وتقول : أفعل الشيء الفلاني
ولا نقول : أخلق الشيء الفلاني
فالفعل : لشيء أسبابه متوفرة
والخلق : لشيء فوق الأسباب
فإيجاد الذرية من أبوين كما في خلق يحيى هو أيسر من إيجادها من أم بلا أب كما في خلق عيسى
في الأول : الأسباب متوفرة
أب وأم // ذكر وأنثى
في الثاني : الأسباب غير متوفرة
أم بلا أب // أنثى بلا ذكر
فالإيجاد في الأولى ( يحيى ) أيسر
فناسب استعمال / يفعل
والإيجاد في الثانية ( عيسى ) خارق للمألوف عند البشر ، وإن كان على الله يسيرا ( كن فيكون )
فناسب استعمال / يخلق
والحمد لله رب العالمين
مدحت رحال ،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق