.................
رشيد العلمي
...............
بعنوان: ترفق بي
ترفق بي...
فإني بنيران الخطب...
أحترق شوقا لألقاك.
كما تحرق النار الحطب...
ترفق بي...
لتخمذ نار صبابتي...
ويزول عن فؤادي...
ألسنة اللهب...
ترفق بي...
فلقد سئمت قساوة قلبك...
فعلميني سيدتي كيف أقسو...
ويكون عن وجودك الهرب...
لأرتاح وتزول عن كياني...
آهات التعب...
ترفق بي...
فإني في ويلات الخطب...
أعيش العذاب الجلل...
ودموع عيناي بنيرانها...
حرقت ربيع المروج...
وأدبلت المقل...
وقلبي في بعدك...
أصابه العلل...
ترفق بي...
فثغري في ذكرك...
يحكي لا يكل...
وخطواتي في البحث عنك...
تسير لا تتوقف...
وفي السير نحوك لا تمل...
آملة لطيفك تهتدي...
حتى ولو أصابها الشلل...
فعنك ابحث...
ونحوك أسير...
ما دمت على الأرض أحيا...
وإذا مت خلدت حبك...
على مدى العصور...
على مدى الأحقاب...
وبين الناس والملل...
ترفق بي...
فأنا في بحر حبك غريق...
تتقاذفني أمواج عشقك...
بعدما تكسرت مجاذيفي...
تمزقت أشرعتي...
تلاشت ألواح سفني...
وهوت بي رياح النوى...
في بحر حبك العميق...
فضللت نحوك الطريق...
ترفق بي...
فأنا في تنايا عشقك...
تخيم على روحي...
ظلمة ليل طويل..
اختفت نجومه...
ولم تعد ترشدني...
حيث سرت في الطريق...
وغاب قمره...
وانطفأت أنواره...
وبات موحشا...
لا يلوح لي فيه نور...
ولا أرى منك في حلكته...
ولو بصيص البريق...
ترفق بي...
فأنا في سجنك مكبل...
بقيود لا تريد ان تنكسر...
وبروح مرة تحيا...
ومرة تحتضر...
فكم حاولت من سجنك الهروب...
وأتحرر من سجنك والقيود...
وكل مرة أجدك عند بوابة سجني...
أنت السجان...
الذي يصيح بي ويقول...
حبك لي قدر...
فأين من سجني المفر...
ترفق بي...
فأنا في مروج حبك...
مازلت اغرس لك الورود...
وأسير أنا على ما زرعتيه...
تحت خطواتي من شوك...
فكم قبلت الأرض تحت أقدامك...
وانا أعاني منك الويل...
وكم سقيتك من حلاوة الشهد...
وأنا ضمآن لحب...
لهيب عذابه...
كلهيب القر...
ترفق بي...
فكم حاولت أن أتوارى...
حيث أنت في الوجود...
كما تتوارى عن الأفق...
شمس الأصيل...
وقت الغروب...
ويخيب أملي...
وأراك تسطعين في دنياي...
كما تسطع الشمس...
على الكون...
وقت الشروق...
ترفق بي...
فإني في عز الخطب...
إذا سرت إلى مثواي....
رددي والجموع...
تلاوة حبي...
وغطيني باللحد...
واغرسي على قبري الزهور...
ورشي على قبري ماء الورد...
ولا تكتبي على الشاهد إسمي...
واكتبي هنا يرقد...
من لم يخن في حبه العهد...
ليعلم من مر على قبري...
أنني أحببتك الحب الأزلي...
من أول صرخة...
في المهد...
حتى كتمان أنفاسي...
تحت اللحد...
رشيد العلمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق