الأربعاء، 28 أبريل 2021

 .................

مدحت رحال

................



صفحة من الذكريات
_______________
عش الدبابير ،
لا تصدقوا كل ما تقرأوه أو تسمعوه،
كنت فتى صغيرا في الإبتدائية ،
خرجت يوما اتجول في سهول البلدة ،
كنا مجموعة صغيرة من الأقارب ،
اثناء تسكعنا هنا وهنا مررنا بعش للدبابير في الارض ،
تقدم واحد منا ( ابن خالي وكان مشاغبا ) وادخل عصا بيده في العش وحركها ،
وكانها قامت القيامة في العش ،
وإذا الدبابير تنطلق بالمئات وتنتشر في السماء فوقنا وتهاجمنا بشراسة ،
هربنا فزعين ،
كنت قد سمعت مرة من احد المدرسين ان الدبابير لا تهاجم إلا الهدف المتحرك ، واما الساكن فلا تراه ،
لسوء حظي تذكرت هذا الكلام في تلك اللحظة ،
وانبطحت على الارض دون حراك لأخدع الدبابير
وإذا بي اخدع نفسي ،
احسست ببضع ضربات في راسي كانها ضربات حجارة ، ولم اعد احس بعدها بشيء
وإذا بالدبابير تترك الجميع وتبدا بالإغارة على راسي بالعشرات ، وكانها اسراب من الطائرات
صرخوا بي ان اهرب بسرعة ،
قمت مسرعا وهربت ،
وهربنا جميعا ،
وبالمصادفة كنا قربين من بيت خالي ،
دخلنا الييت وقد تورم وجهي ورأسي ،
وقد تخدر جسمي فلم أعد أحس بشي ،
ووضعوا فراشا استلقيت عليه ،
وكان قد بدأ السم يسري في جسمي وخاصة راسي ،
وما هي إلا ساعات حتى اصبح وجهي متيبسا كالحجر ،
وانتشر فيه الورم ودفنت عيناي ورموشي داخل جلدي المتورم المتصلب ،
ووصل الخبر لوالدتي فحضرت مسرعة ،
وغطت راسي ووجهي بقطعة من القماش الخفيف ، حتى لا يرى أحد وجهي المخيف ،
وذهبت بي إلى بيتنا ،
واخذت عدة إبر بنسلين على يد جارة لنا ذات خبرة ،
وبدا الورم يخف تدريجيا بعد ايام ،
كان هذا من اجل ان اطبق عمليا ما سمعته من المدرس ،
وكادت ان تكون فيه نهايتي لولا ان
عمر الشقي بقي ،
عش الدبابير
كان محور فكرة قصة قصيرة
نشرتها من شهور مضت بعنوان / عش الدبابير
عن قصة حب في الجامعة بين فتى جامعي يتيم الاب فقير العائلة ، وفتاة من عائلة كبيرة وغنية معظم رجالاتها في مناصب حكومية وعسكرية مرموقة ،
استعرت / الدبابير ، صفة للرتب العسكرية العالية لأقارب الفتاة حيث كلمة / دبورة تعني النجمة على كتف الضابط في بعض البلاد العربية وخاصة مصر ،
فقلت على لسان صديق للفتى يحذره :
إحذر عش الدبابير
كناية عن اهل الفتاة ذوي الرتب العسكرية ،
ولم تفعل دبابير الفتاة ما فعلته الدبابير بي ،
وتزوج الحبيبان ،
مدحت رحال ،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق