الخميس، 1 أبريل 2021

 ...................

محمد الدبلي الفاطمي

...................



صباح الورد قرّائي الأفاضل والقارئات الفضليات .ألسّلام عليكم ورحمة الباري تعالى وبركاته.
هلّ الربيعُ علينا لَيّنَ الأعْطافِ هيّنَ الإنْعِطافِ سريعَ الإئْتلافِ.فَهبّتْ نَسائِمُهُ شمالاً لِتُلقّحَ النّباتَ والأشجار وتُعَطّر بطيبها النّهارَ مُزَوّدةً بِعطائِها الفواكِهَ والثّمارَ.إنّهُ سيّدُ الفصول وسُلطانُ البساتينِ والحقولِ فصلُ الرّبيع في طبيعتهِ والأصولِ..ضيْفٌ يَحلُّ بينَ الشّتاءِ والصّيف يَزورُنا زيّارةَ الطّيفِ فَتسْعَدُ بِحلولهِ الشّحاريرُ وتكشفُ عنْ روعةِ طيبها وبَهائِها الأزاهيرُ وَكاَنّما باحَ النّسيمُ بسِرّهِ فنَشَرَ السّحابُ عُقودَ دُرِّهِ وَتَضَوَّعَ الفَضاءُ بِذُخْرهِ فَتَبَهْرَجتِ الطّبيعَةُ بِقلائِدِ فَخْرهِ.
لقدْ تَنَفّسَ البنَفْسجُ في هذا الصّباحِ تَنَفُّسَ الصُّعداءِ وَتأوّهَ تَأَوُّهَ البُعداءِ وقالَ:طوبى لِمَنْ عاشَ عَيْشَ السُّعداءِ وماتَ موْتَ الشُّهداء.فما أقْصرَ ما آنَسْتُ عَيْشاً رغدا وما أطولَ ما بقيتُ يابِساً مجرّدا.وإنّي لِمَنْ يَتَدَبّرُني عِبْرَةٌ لِمَنِ اعْتبر وتذْكِرةٌ لِمَنِ اذّكر وفي نُذُري مُزْدَجَرٌ لِمَنِ ازْدَجَرْ.
أَبائِعَةِ العُطورِ
دَعيني في الظّلام معَ القـمرْ***فنورُهُ في الفؤادِ قد انتـــشرْ
دعيني أستريحُ فإنّ رَحْلي***تعلّقَ بالقــــــــــــضاءِ وبالقدرْ
وفي خلدي يُغازلني حَبيبي***فأحلمُ أنّنـــــــــي قُرْب القـمرْ
عشقتُكِ أَنْتِ من بين العذارى***كأنّ العشقَ أوهبني البصرْ
رأيتُ الحُسْنَ فانْبَهَرتْ عيوني***وكانَ البدرُ من جنْسِ البشرْ
////
سألتُ اللّيل عن وَجَعِ الغرامِ***وعنْ قلبٍ تَـــــــفَطَّرَ بالكلام
لعلّهُ إنْ أحسَّ بسوءِ حالي***سقاني بالشّـــــــــفاءِ من الوئام
كواني بالحنينِ لهيبُ حُبّ***بِهِ التَّشَوُّقُ زادَ مِنَ الغَـــــــرامِ
فما لي حيلةٌ تُشْفي فؤادي***وقد غَرقَ المُـــــتيّم في الزّحامِ
وخلفَ اللّيلِ تختبئُ المآسي***كأنّ اللّيلَ يـــسكنُ في الظّلام
////
نظرتُ إلى البهاءِ فحارَ عقْلي***ومِنْ سِحْرِ العُيونِ أَبانَ قَوْلي
رأيتُ عيونها فصحتْ جُفوني***وشعّ الحسنُ في قَلْبي وَعقلي
كشمسٍ بالمحاسنِ قد أضاءتْ***فأبْهرَ نورُها ظلماءَ جهْــــلي
أبائعةَ العُطـــــ،ور أريدُ عطراً***يُعطّرُ نشْــأتي ويُزيل ويـلي
فأنت النّور في خلدي وعشْقي***وأنْتِ الغيثُ في أحْياءِ أهْلي
////
أفكّرُ في الصّباح وفي المساءِ***وما يئــــسَ الفؤادُ من الرّجاء
أراقبُ عودةَ الحــــــسناءِ دوماً***وأبحثُ في الغرامِ عن الشّفاءِ
فَداء العشقِ جرّعني المآسي***ولم أعـــثرْ على وصـف الدّواء
كأنّي في الهوى أصبحتُ قيساً***وليـــــلى لا تفــــكّر في بلائي
وفي بحرِ العيونِ غرقتُ دهْراً***فصــــرتُ متيّماً بهوى النّساء
////
جميلٌ أن تُحـــــبَّ الورْد حبّا***وأن تسْـــــعى له جــــسداً وقلبا
فحبُّ القلب يمنحُك ارتياحاً***وصدراً بالودادِ يظـــــــــــلُّ رحْبا
ومن فقدَ المحبّةَ صار وحشاً***كأنّهُ في الورى قد صــــار ضبّا
يسيئُ إلى العبادِ ولا يُبالي***ويصرخُ بينـــــــــهُمْ شتْماً وسبّــــا
فما عرف المودّة قلبُ باغٍ***ولا بلغَ الهُـــــــــــدى من كانَ ذئْبا
محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق