ديوان أكاليل الإلكتروني لسفراء القلم

 ...............

بسام أبو مصطفي

.......................

في الذكري الثانية من حادثة قطار رمسيس

2019/2/28

*****************

قِطَارُ الأَخِرَة

************

يا رَائِياً تِلْكَ الجِرُوحِ ونَاعِياً

تِلْكَ الجِرُوحُ تَحوَّلَتْ أَخبَارَا

أَدْمَتْ قُلُوبَ النَّاسِ ثُمَّ هَا هُمُو

بَعدَ الفِرَاقِ وَدمعُهُم مِغزَارَا

قَالُوا وَدَاعاً يا رَياحِينَ الهَوَي

فَإنهَالَ دَمعِي قَائِلاً أَشعَارَا

لا تَرحَلُوا عَنَّا فَنَحْنُ هَا هُنَا

الحُزنُ فِينَا جَاوزَ الإِخْبَارَا

نَبكِي مَرَارَاً إِذْ رَأينَا ما نري

بلْ أَشعَلَتْ فِينَا الدمُوعُ النَّارَا

فَلَذَاتُ أَكبَادِ الأَبَاءِ تَحطَّمتْ

وَتَنَاثَرتْ مِنْهَا الدِّمَاءُ غِزَارَا

أبناؤنا أَمسُوا رَمَاداً أَسوَدا

أَعمَي العيونَ وأذهَبَ الأَبصَارَا

فِيهِمْ عَرُوسٌ للزِفَافِ تَزيَّنتْ

فِيهِمْ شَبَابٌ عَانَقُوا الأَخطَارَا

والأُمُ تَبكِي حَسرَةً أَقمَارَهَا

ذَهَبَ الجَمِيعُ فَمَا رَأتْ أَقمَارَا

والأبُ يَهذِي قَائِلاً أَينَ إبنَتِي

كَانتْ ضِيَّاءاً كَيفَ أَمسَتْ نَارَا

يا سَائِلاً عَنهُم قِطَارَاً أخرَسَاً

جَاعَ القِطَارُ فَأَصبَحُوا الإِفطَارَا

يا سَائِراً خَلْفَ الجُمُوعِ مُعَزِّياً

إِنَّ العَزَاءَ لأهلِهِم أَوزَارَا

مَاتُوا نَعمْ لَكِنَّهُم لَنْ يَقْبَلُوا

مِنْ قَاتِلِيهِم أيَّمَا أَعذَارَا

صُلبٌ شِدَادٌ في القُبُورِ تَكلَّمُوا

إِنَّا وَجَدنَا رَبَّنَا غَفَّارَا

لا تَحسَبُونَا في التُّرَابِ فَإِنَّمَا

جُعِلَ التُّرَابُ لِجُرمِكُم إِنذَارَا

لو أَنَّ فِيكُم والِداً ضَمَّ الرَّدَي

لَرَأينَا فِيكُم فَارِساً مِغوَارَا

لو أَنَّ فِيكُم أُمَّنَا لَمَّا بَكتْ

لَإنهَارَ فِيكُم مَنْ أَطَارَ النَّارَا

لو أَنَّ فِيكُم مَنْ أَصَابَتْ قَلْبَهُ

نَارُ القِطَارِ لَحطَّمَ الأَسوَارَا

لو أَنَّ فِيكُم مَنْ أَحَالَتْ دَمْعَهُ

نَاراً تَلظَّي لَإستَشَاطتْ نَارَا

لَكِنَّكُم صُمٌ وبُكمٌ لا تَرُوا

إِلَّا إتِّهِامَ الله والأَعذَارَا

تَبَّاً لَكُم حَرَّقتُمُو أجسَادَنَا

ما ظَنُّكُم لو تَسكُنُونَ النَّارَا

هَلَّاَ أَفقتُمْ يا وُلَاَةَ أُمُورِنَا

هَلَّاَ خَشِيتُمْ رَبَّنَا الجَبَّارَا

هَلَّاَ غَسَلتُمْ وَجهَكُم مِنْ دَمعِنَا

حتي نَعُودَ لِرَبِّنَا أَطهَارَا

هَلَّاَ سَكَبْتُم دَمعَكُم في قَبرِنَا

قَبلَ المَجِئِ بِنَعشِكُم إِجبَارَا

أَمْ أَنَّكُم لا تَرغَبُونَ بِتَوبَةٍ

تَحمِي الجَمِيعَ إذا آتَوهُ النَّارَا

يا زَائِرَاً قَبَر الرَّمَادِ أَلَاَ تري

أَنَّ القُبُورَ تَشبَّعَتْ أَمطَارَا

فَإِرجِعْ قَرِيرَ العِينِ إِنَّا هَا هُنَا

نَجنِي رَبِيعَاً طـَارِحاً أَزهَارَا

وإسكُبْ دُمُوعَ الحُزنِ فَجراً إِنَّهَا

ثَكلَا تُنَادِي فَجرَهَا أَعمَارَا

وإروِ حكايا المَوتِ قَولاً وَاحداً

ما خَابَ يَوماً مَنْ أتانا الدَّارَا

وَإعلَم يَقيناً أَنَّنَا لا نمتَلِكْ

إِلَّا جِوَارَ اللهِ نِعمَ الجَارَا

يا رَاحِلينَ إلي البِلَي لا تَحزَنُوا

جَنَّاتُ رَبِّي أَشرَقَتْ أَنوَارَا

وَالنُّورُ فيها لا بِشَمسٍ أو قَمرْ

فَاللهُ نُورٌ نَوَّرَ الأَنوَارَا

فَإمضُوا عُلَاةً للمَعَالِي وَإعلَمُوا

أَنَّ الإِلَهَ عَطَاؤهُ مِكثَارَا

جَنَّاتُ عَدنٍ لا مَثِيلَ لِحُسنِهَا

وَالجَارُ أحمَدُ زَادَهَا أَنوَارَا

ما فَاقَ ذَاكَ مِنْ النَّعِيمِ فَإِنَّهُ

ذُو العَرشِ لَمَّا صَافَحَ الأَنظَارَا

أشعار : بسام أبو مصطفي