السبت، 27 فبراير 2021

 ...................

محمد الدبلي الفاطمي

...............



سلام الله عليكم وتحياتي العطرة للقلوب الخيرة والعقول النيرة قُرّائي الأعزّاء
إنّ العظمةَ لله والكبرياء لجلالهِ.واهبُ الخيْراتِ ومُفيضُ البركاتِ.تَشهدُ بِوجودِهِ الأرْضُ والسّماوات وتخْشى جبروته كلُّ المخْلوقات.يُديرُ الحركةَ والزّمان ويُبدعُ مايشاءُ في الحين والمكان خلقَ الأرواحَ والأشْباحَ ومحا بنوره الظّلماتِ وحرّك بقدْرتهِ المُطْلقةِ مجرّات الأفلاك وزيّنها بالنّجومِ التّوابتِ والسّيارات.لا إلهَ إلاّ هو مهّد الأرض لأنواع الحيوانات وأصنافِ المَعادنِ والنّبات دامَ لهُ الحمدُ ولَهُ جلّ الثّناء.وتعالى ذكره وتقدّس بالصّفاتِ والأسماء.سبحانه ربّي لا علم لي إلاّ ما علّمني.
لا ريْبَ في أنّ اللهَ لا يُغيّرُ ما بقومٍ حتّى يُغيّروا ما بأنفسهم ونحنُ لم نأخذْ بعْدُ بالأسبابِ لتغييرِ أنفسنا.مازلْنا نقْرضُ كالفئرانِ مواعِظ سادتنا الفقهاء. نقرأ أخبارَ المُنْدسّينَ ونقرأ أخبار النُّدماء وَنسخَرُ إنْ سمعنا ما سينفعنا من رفيع المعارفِ وكلام الحُكماء.أسْقطْنا أنْفسنا في الحضيض بسوء ظنوننا ولمْ نُدْركْ أنّ الحيلةَ في تَرْكِ الحيَلْ.نغتابُ بعضنا وننافق في السّرّ والعلانية ونزعُمُ أنّنا نسْلكُ المسلكَ الصّواب.كلُّ هذه مؤشّراتٌ تدلُّ على أنّنا نزدادُ انْحِطاطاً وتَخَلُّفاً وجهْلاً وما لمْ نأْخُذْ بالأسباب لتغيير أنفسنا وإصلاح أحْوالنا سنبقى عرضة لأطماع الطّامعين وهدفاً للمتربّصين والمتآمرين.وأعتقد أنّي جمعتُ في هذه القصيدة ما أودّ الإفصاح عنه.
رمانا الخُبْثُ
بِظنِّ السّوءِ ينْعدِمُ الصّـــفاءُ***فَتنتشرُ النّميـــــــــــــــمةُ والهراءُ
وتتّسخُ النّفوسُ بخُبثِ طنٍّ***به التّفــــكيرُ ينْـــــــــــــخُرُهُ الوباءُ
نسافر في الضّلالةِ جاحِدينَ***وقد غضبتْ على العربِ السـماءُ
وما تُبنا ولا انْتـــــبَه الأهالي***ومِنْ أخْلاقِنا انقـــــــرضَ الوفاءُ
غريبٌ حالُنا في كلّ عــــصرٍ***وجهلُ النّاسِ يعْـــــــــقبُه البغاءُ
////
غرقْنا في المآسي والشّرورِ***وأضْحى المُســـلمــونَ من القبورِ
نُجانِبُ في الشريعة كلّ فصلٍ***به الرّحــــمانُ يرفعُ في الأجورِ
ونرتكبُ الفواحـــــشَ في بلادٍ***تعوّدَ أهلُها شــــــــــمَّ البـــخورِ
رمانا الخبثُ في الأوْحال حتّى*** تَأنَّثَتِ الرُّجـــــولَةُ في الذّكور
وراوَغنا السّــــرابُ فنال منّا***بفعــــــــــلِ اللّهْو في كلِّ الأمورِ
////
غداً سترى إذا انْقشعَ الظّلامُ***بأنّ الكَيْدَ يصْـــــــــــــــنعُهُ اللّئامُ
وتُدْركُ وقْتها سبــــــبَ الرّزايا***وكيــــفَ أضلّ رُؤيتنا الغمامُ
ألا لا يَنْقَلِبْ أحدٌ علــــــــينا***فقـــــــــــد كثُر التّدافــعُ والزّحامُ
وبيعَ العِرضُ في الأسْواقِ لمّا***تسلّطَ في مَواطنــــنا النّــــظامُ
تأمّلْ حالنا ســـــــــــتراهُ ليلاً***وفي الأحشاءِ قد سكـــنَ الظّلامُ
////
هوى الشّعبُ المُهانُ إلى الحضيضِ***كأنّهُ مُقْعَدٌ مثلَ المريضِ
يُعالَجُ بالفــــــــــسادِ وبالتّدنّي***ويُجْلَدُ بالهراءِ وبالنّـــــــــقيضِ
كأنّهُ في الوجـــــــود بلا حياةٍ***ولا أمــــــلٍ يقودُ إلى الوميضِ
تجمَّدَ فاستبدّ به الأَعادي***وقدْ قَبِلَ التّــــقوْقعَ في الحــــضيض
وما كسرُ الجمودِ أراهُ صعباً***إذا انتفـــضَ البيانُ مع القريضِ
////
متى الإنسانُ في وطني أراهُ***يُقاوم في تصـــــــرُّفِه هــــواهُ؟
رمانا الجَهْلُ في الظّلْماءِ حتّى***تغلْــغلَ في ضـــــمائرنا أذاهُ
نُعاملُ بعضنا بالسّوء عمداً***كأنّ النّفسَ لم تعـــشقْ ســــــواهُ
وسوء الظّنّ خبثٌ وانحــطاطٌ***ورجسٌ فـــــــي عوائدنا نـراهُ
يقودُ إلى العـداوة والمآسي***لِتــلْعَقَ في قذارتِه الــــــــــــشّفاهُ
محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق