...............
شفيق علي القوسي
...............
غاب الحبيب
غاب الحبيبُ! فثار كلُّ توجّعي
وغدت تقاسمني الدقائق أدمعي
غاب الحبيبُ! ولم أكن متوقّعـاً
أن يختفي فشربت كأس توقّعي
كان النديم وكـان موئـل فرحتي
كم كان يفعل ما أقـول وأدّعــي
ما كنت أعرف ما الفراق ونــاره
حتى مضى عني وبــان تفـزّعي
أضفى على روحي سرورا مفعماً
ببهائه الصـافي الطـهـور الأروعِ
لله كم سكب الـهنـاء بـخـاطـري
لله كم أذكـى لـهـيـب تولّـعـي
كم قد تسـاقينا الـهـوى وفـنـونه
حتى ارتوى شغفي وأثمر مطمعي
لكـنـه قـد غـاب عـنّي فـجــأةً
فأطال في الليل البهيم تـفجّـعـي
هو مـن له الأحـشاء ترقـص نشوة
وبـه تـبـارك في الـبريـّة مطلـعـي
هو بهجة ليست تبـوءُ بـفـترةٍ
لله كـم سكب الـسرور بـمـوقـعـي
ولكم قطفنا من نـجوم وصـالـنـا
درراً تزيـّن بـالتـبـاهـي مـوضعي
هو عندلـيب حين ينطق سـحـره
طرباً فيا كـل الـحـمـائـم رجـّعـي
مـذ غـاب عـنّي بـتّ أرقـب طيفه
مـن كـل أفـق في الـجـهات الأربعِ
أقسمت إني لن أذوق من الـكرى
سِنَةً إلى أن يـصبح الـخـلّ مـعـي
إنّـا تـقـاسمنا الـهـوى فسـراجــهُ
في وجنتيه ونـاره فـي أضـلـعـي
أمير القوافي/
شفيق علي القوسي
٢٠٢١/٠٢/٢٦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق