الأحد، 1 نوفمبر 2020

 ...............

خالدفريطاس

.................



حينما تفجر نوفمبر لم نكن شيئا مذكورا
ربما كان قدرنا في اللوح المحفوظ ينتظرنا
لنولد في هذا الوطن
لنتعقد في هذا الوطن
ونشهد متاهات تعانقنا كل يوم
تسقينا برضاب من ضريع
وتحشوا عقولنا الصغيرة بهتانا وزورا
حينما تفجر نوفمبر
تجددت أرواح الصحابة على هذه الأرض
وسلت سيوفها فوق صهيل الجياد
فاضت حمم الدماء
لتحفر في أرواح ألفت جلاميد الجبال
خنادقا وليست قبورا
حينما تفجر نوفمبر إعتقد الجميع أن الجميع سعيد
وذهب إلى أهله الحي
وصعد إلى ربه الشهيد
لكن الظاهر أن مشرط نوفمبر لم يكن دقيق الجراحه
وأن المجاملات يوم النصر المحتشم طغت على الصراحه
وعاد الورم المنسي في الإنقسام
وعاد ينخر في نخاع العظام
كسوسة لم تترك لنخلة رطبا ولا جذورا
وحين ولدنا أنبهرنا بالنشيد
مع أن كاتبه منفي وراء الشمس
إنبهرنا بالعلم
فألوانه أسرتنا إعجابا وأنس
وقالوا العروبة أصلنا فمتنا سعادة وسرورا
مع أن لغة الروم عششت وفرخت
مع أن لغة الروم طغت وتجبرت
فانزوى الضاد حزينا لم يسمح له وقوف ولا مرورا
ورحنا في طريق النمو قالوا
وتهنا في طريق النمو كما الصراط والنشور
ولم نعد نعلم أين قبلتنا فالبوصلة ضاعت
ولم نعد نفرق بين النمو والضمور
حتى بلغ السيل الزبا وشبعت الثعالب عنبا وتمورا
ثم جائت عشر سنين عجاف نقت ما بقي من العظم
ووئذت طفولتنا وأشترت جعبة اللؤم والوهم
وعدنا في القطار السريع إلى ماوراء الطبيعة
لنحارب من جديد في أدغال الجزائر أسودا ونمورا
وتقطع كبد البقرة إلى ستين جزءا
ولم نعلم من القتيل ولم يحضر موسى
وإختلط الحابل بالنابل وصعد عيسى
وسكنا الربع الخالي نفتش عن هويتنا وقضيتنا
ولبثنا في التيه عشرينا عاما
فألفنا القمل والضفادع والجراد وأصلينا ويلا وثبورا
جميع من مروا من هنا يدعون بأن فولهم طياب
ويبكون ويتباكون
ويضعون كراسيهم في الجنة والجزائر على الناب
ويجمعون فومها وعدسها وبصلها ويغلقون الأبواب
فكيف يا جزائر بهذا الكم من الجرذان تتجملين
وتلدي لنا ليلة سقوط العرب أشبالا وصقورا
وها نحن نتسكع من دستور الى دستور
ونرحل بمسرحيتنا من جمهور إلى جمهور
ونقايض ما تحت الأرض من طرطور إلى طرطور
ونصادر لب روعتنا لنقايضه وراء البحر حجارة وقشورا
خالدفريطاس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق