................
حشاني زغيدي
.............
تأملات: أحن لجلسة جدتي
مازلت أذكر رسمك جدتي في مخيلتي، مازلت أذكر ترانيم ذلك الزمن الجميل، حين كنت تحيطيننا بحبك و عطفك ، كنا نرتشي أعذب الألحان من ثغر جدتي الباسم ، كنا نتلهف لسماع صوتك الرخيم ، الساكن بين جنابات غرفة جدرانها من طين ، و سقفها من سدّات جريد النخيل، أذكر حين كنا نتدفأ من فرن الغرفة الذي تعلوه مدخنة، يجملها دخان أبيض عثيم ، هناك تحلو الحكايات و الأحاجي ، حكايات لها من الخيال الرحب جمال خاص، فكنا نسافر مع تلك الحكايات الجميلة ، نحلم في الأفق، كأننا فراشات.
كانت جدتي تروي الحكايات من نبض خيالها الرحب الفسيح، تحكي فيتلبسنا خوف مهول، حين نسمع حكايات أمنا الغولة ، و في و مضات أخرى نعيش الفرحة و السرور مع حكايات و طرائف حجا . كيف ننسى جمال تلك الجلسات ؟ التي كانت تعوضنا جلسات التلفاز و أفلام الكرتون، حقا كانت لنا أيام نعدها أجمل الأيام، كنا نستمتع بتلك اللحظات الجميلة ، التي كانت تنعش الخيال و تغذي العقل، و تهذب السلوك، كانت تلك الجلسات ، تقوي الروابط و الأوساج العائلية، جلسات تجمع الكبير و الصغير، تجمع أبناء العمومة و الأخوال، كنا نقضي أيامها في زهو و فرح و مرح ؛ و لكن نعرف أنها لن تعود، فالأيام الجميلة الحلوى عدمناها في زمن الشبكات و الهواتف، و غابت معها أسمار العائلة ، في كنف بيت العائلة الكبير .
مازالت صورة جدتي والدة أبي تعيش في مخيلي رغم مضي الأعوام إلا أن ذكراها مازالت حية في قلبي، تراجعني ذكرياتها كل حين .
الأستاذ حشاني زغيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق