..............
د. عماد الدين حيدر
..............
ليت شعري أتدرين ما ينتابك إن شعرت بتواصل الحس المدرك مني الآن
إن من تموتين شوقا إلى لقائه يتلوى من طغيان شعور التمني الى نظرة منك
لماذا يحرم العشاق من برد اللقاء كلما ظمؤا إلى شراب العناق المصاحب للذة انصهار البدن
ولسان حال كل منهما ناطق زِدني قليلا من كرم دفعك إليك
تراك ولجت فوادي الذي وسعك غافلا عن استحالة العبور لطبيعة منع ذوبان الأجسام الجامدة
غير أن سر الحب بدل الطبيعة في هذه الحالة الخاصة بالرقي إلى أفق الفكر القادر على تصور إمكان حصول هذا المستحيل
بدعابة غنج روحانية دافع إلى القول أن حاول فأنت الآن في صرح قانون مغاير لما ألِفت
قانون يسمح به متجاوزا عوائق البدن
لانه في طور فوق طور المادة مجرد عنها
أشعرت الآن عجبا كيف تحقق
أشعر الآن بتخلل خلاياي بلمعات لطيفة تدغدغ أحاسيس جواهري الفردية
فككها التصور المصاحب لنداء الأمر من سيدي المطاع أن زدني ضمَّا
يعينه على تنفيذ الأمر ذاك الشعور بلذة الدفىء المتخلل كل عصب من غير استثناء في الحرمان
بل كل له حظ غير فايت
كأن قانون العدل حاكم على الكل لا يطغى فرد على أحد من المجموع
هذا الدفىء اللطيف بكليته ألف غليانا طغى على حاكم العقل فغيبه
ليكون التصور الوهمي له هذه الثمرة التى يعبر عنها بثورة البركان
لهيب بالغ ذروة الاستمتاع الذي لا بعد له
قد صفَّى الإرواح حتى تمكَّنت من الانطلاق كفعل جناحي طاير محلق في آفاق لا يتصور له نهاية في البعد يراها
حتى بلغا سماء النعيم الذي لا يشوبه مخالف لطبيعة ما هم عليه
هناك يحاول أن لا تفوته لمعة لذة ما من آلاف مؤلفة من ومضاة متناثرة في كل مكان من هذا الأفق الذي لا يرى له نهاية من سعته
أي شعور هذا وأى طعم أُدرك
ألوان مؤلفة من الطعوم المختلفة
لا يشوش فرد منه الآخر لالتزام الكل بقانون العدل أن لا يتعدى على حق الغير
في طمئنينة كاملة من دون ريب
بل لا اعتبار حتى للإيثار مع كونه محمودا في قانوننا وكأنه في جنة اللا عدوان
عندها يتخلى عن طبيعته الطماعة المعيقة الخائفة من الفوت
ليقينه بأنه فى طور مأمون الجانب
ليطلق العنان مع المتعة الفياضة بكل أنواع الملذات المتشاركة بطعوم ورياحين وألوان وموسيقى وشعور وحس
كله في هذا الأفق الروحاني المتوءم المتمنى لدوامه مادام فيه سر الحياة
شاعر المهجر د. عماد الدين حيدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق