...............
مصطفى الحاج حسين .
.........
## أهدى المبدع زخات صور قاتمة اللون معتمة الآفاق ، وهو يرتشف الغربة ،يتتاءب الغبن في كوؤس غصص حارقة ، حيث تتكاثف الشجون يتعمق الأسى تنثر المرارة سخطا وتبرما ، تلعن الحروب وويلاتها .
روح الشاعرتصدع صبرها ، لا تكف تئن من الأرزاء ، دوما عطشى للحق للحرية للعز والكرامة للإنسانية الحقة ، تهيم بحثا عن السكينة والتصالح مع الذات ، فيظل القلب معلقا بالرجاء البعيد، وأنى له ذلك ؟ لايملك غير أن يحصد شظايا الآهات والخيبات وكل الأوجاع .
و فالوطن مسقط الرأس ،مثوى الآباء ، رمز الإنتماء نبض الفؤاد ، ديدن الحياة ، وكل الثراء والنعماء ، لا بديل له ، وحده يملك جمال الكون وأمكنته لاتبلى ، تظل مدلاة على عروش دوحة الحياة وتقاسيم الذاكرة ، هو واحة لا تصفر أبدا نحتت بالفطرة في تلافيف القلب ، مهما تنحت دياره تظل قلاعه وصروحه شامخة ، يجترها الفكر يناجيها الحنين بل يناغي منزل الصبا ومواطن الأهل ويطرز أذيالها المخيال ، حالما بتراب لا يتكرر وبسماء شمسها الأكثر ضياء وتألقا .
بعد الشاعر عن شهباء الياسمين أتعبه أضناه أرّق مضجعه ، فتمدد الحزن بكل أرجاء نفسه ، وضاقت عليه الدنيا برحابتها ، وكاد القلب في الصدر يحتضر .
فالغربة حتما عسيرة من أشد النوازل ، ليلها سهاد ، مضجعها شائك ، ودمعها حارق، سقته مرارة خانقة ، تنخر الروح و تهشم الكيان ،إذ لم يسعه إلا أن استسلم لبشاعة الواقع ، وصبر على مضض يعتصر الألم فؤاده ، يتجرع الغصص دفعات يحاصره الشتات وتعصف به مشاعر الشوق المتقد خاصة بعد أن تداعت كل الآمال ، وتراكمت الإخفاقات وانفرط العقد الثمين ، فأنفق العمر في المهجر هباء ، لاسند ولا نصير .
وأجمل ما في القصيد أنه عنون بالسوري ، فعمم المبدع وأسدل مشاعره على كل سوري احترق حنينا و اشتياقا ، كتب عليه البعاد عن بلد الياسمين إلى منفى قصي .
// السّوري ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق