...............
نجوى محجوبي
.............
مقال بعنوان:ماهية التغيير
قلتها منذ فترة طويلة أن الفرص في الحياة نادرة جدا سيما اذا أردنا وطنا معطاء وهنا نتوقف لننظر في مسألة مدى تقدم الانسان وحركة التاريخ المفروض أن تقوم على النقد ومخالفة المتعارف عليه وتحطيم النمطية الممزوجة بالكثير من الاوهام والمغالطات واللافت للانتباه أن كل ناقد أو مخالف في ذهن الاغلبية ماهو الا ضال مغرد خارج السرب فيغدو مرفوضا من بيئته الاجتماعية وفي هذا الصدد نلاحظ أن كل المصلحين والمجددين والفلاسفة والفنانين والشعراء اذا ما تمردوا على اصنام الواقع تحولوا الى فئة مرذولة فالنقد وحرية الفكر لا تنبني وفق هذا المقياس الا اذا كان المبدع يملك من الجرأة الكثير ومن الشجاعة الجهد الوافر والانسان في هذا النطاق يجب ان يتحرر من الخوف من اية جهة بشرية أو طبيعية أو اجتماعية فليس كل انسان بقادر على التغيير مالم يتحكم في ناقوس التردد واطلاق العنان للارادة وعبر حركة التاريخ مات الكثير في سبيل التغيير لان مجتمعاتهم خافتهم وارتعبت من افكارهم ومن شبح تحطيم معبد ما يؤمنون به وما يسيطرون به على العقول فحاربوهم
ولهدف التغيير لا بد ان يؤمن النخبة بنجاعة الفكرة التي لا تموت بموت صاحبها لان المجتمع في النهاية ستهب عليه رياح التغيير باعتباره مجموعة من الناس وليس مجرد افراد محدودين رغم ان الفكر لا يقاس بالعدد الا ان التغيير مالم يحدث في الجماعة مفعوله فسيكون محدودا وينتهي ويذوب بمفعول الزمن لذلك توجه اصحاب السلطة السياسة والدينية للمجموعة قصد التأثير عليها ويقفون سدا منيعا أمام كل حركة تغيير أو نقد لذلك يجب الذهاب بالتغيير رأسا الى السلطة السياسة التي تستمد شرعيتها لا من فكرة ما وانما من شرعية السجن والقمع وغيره وبعدها يتدرج التغيير الى باقي السلط
في كل الاحوال ما دامت فصول النقد لا تهدأ فالتغيير آت والتاريخ شاهد على ذلك
نجوى محجوبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق