الاثنين، 28 سبتمبر 2020

 ................

محفوظ البراموني

..............




عزاء فيه متناقضات ..

ف يوما ما ..
كنت حاضرا ف دار مناسبات ل عزاء صديق ..

العزاء أو الفرح دائما ..
يحضر فيه بشر ب مختلف أنواعهم ..
ف الملبس و أسلوب الحديث و حركات أفعالهم ..
نظرت ل الجالسين ليس ب نظرة نقد أو تطفل ..
فقط ل أنني تفاجأت ..
من بعض الحاضرين ب تصرفات شدت إنتباهي ..

وجدت الخجول ..
يغشى كل الجالسين ..
يتعثر ف مشيته و يضطرب ف حركته ..
ف يصادف أول مقعد ..
ف يرمي ب نفسه فيه و يجلس ..
عندما تقدم له القهوة ..
ف ترتعش يده و ترتجف أعصابه ..
انه الخجول حد الطيبة ..

وجدت الجريء ..
من ينادى ع الجرسون ب صوت عالي ..
مطالبا ل القهوة و نوعها ..
أمام كل الجالسين صوته عالي ..
و كأنه ف مقهى شعبي ..
انه الجريء حد الوقاحة ..

وجدت الخاشع ..
يجلس ف هدوء ..
يحترم هيبة و جلالة المجلس ..
يستمع ل صوت المقرىء ..
و يتأمل آيات القرآن الكريم ..
و يشعر ب اللا دوام ل هذه الحياة ..
و انه اليوم ف عزاء لأنه مازال حي ..
و الغد س يكون من الراحلين ..
إنه الخاشع المتأمل ..

وجدت الثرثار ..
كثير الكلام يتحدث ب حكايات ..
ليس لها علاقة ب المكان و الحدث ..
لا يبالي حرمة و هدوء المكان ..
و كأنه ف جلسة سمر ..
لا عظة و لكنه مغيب ..
انه الثرثار حد الغفلة ..

بعد إنتهاء العزاء ..
شعرت ب ضيق الصدر ..
أحسست ب مكروب النفس ..
و طلبت من الله ..
أن يصلح حال العباد ..
و يتخذون من مصائب الموت ..
عبرة و الموعظة الحسنة ..

هذيان قلم :
: محفوظ البراموني :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق