...................
خالد فريطاس الجزائر
..............
لا تعتذر عندما يثير ثيرانك أرض مزرعتك
ويزرعو فوضاهم التي تتسلل من أنوفهم المبللة بالشبق
نعم لا تعتذر لأحد فأرضك أرضك والروث روثك
والفوضى تتحملها أنت ومحصولك المتشبث بالحياة
ولا داعي أن تكتب إعتذارا للظلال المتخفية في الظلال
فربما تأبى الخيول تدارك ما فعلته لتحتوي درب تبانك الكبير
فأصغر شيئ يمكنه أن يضعنا على حافة الطوارئ
أو يساوم ما عشناه ليتنازل عنوة للممات
لا تعتذر حين تحاول إستخلاص أرض كنعان من شوائب إبليس
أوحين تقف مندهشا وأصغر جندي لك يحضر عرش بلقيس
أو حين تسترجع رفاتك من أنياب ضباع الجبل
كل ماعليك فعله أن.تحمل مقدسك وتولي وجهة تقاطع الأنوار
وتنزع نعليك بالواد المقدس تحسبا للصلاة
دع حائط مبكاهم يراهن على زجاجة الخمر اليتيمه
دع سوالفهم الطويله تتأبط خبث العالم السفلي
وتعيد كتابة التوراة بنهج بلاغة جديد
وتعيد جميع شهادات الميلاد كي ترقع ما أفسدته سكرات الوفاة
لا تعتذر إذا فتحت نافذة في بحرك وخرجت منه الحيتان كي تصلي ركعتين
ولا تجبر نفسك على إتمام الحرف الأخير من سكون الليل القاسي على الأطفال
كلنا نحب الألعاب وصغار الكلاب والقطط
لكن لا تعتذر إذا سقطت ذراع شمسك وهي تحاول الصعود إلى قمة خارج الزمكان تتوسط مكانا بين حفاة القومية والعراة
لا تعتذر إذا أنذرت قطيع خنازير أفسد جذور الغلال مرتين
فالبندقية أصيبت بضغط عال من فرط التحفظ والإحتفاظ القاتل
ولا مجال هنا غير مزهريات تعتلي موتا رصاصيا رحيم الأسلوب
لا مجال هنا غير سبائك ذهبية قد تصنع لنا عجلا في أي لحظة
وتطرد قوافل الجائعين ليتقاتلوا على زيتونة وبعض ملح وفتاة
لا تعتذر إذا حملت قرآنك في صدرك وعازم لا كغيرك
لتقتل الشيطان وأنت راكب أطياف التسابيح
وكل الحاضرين هاته الأمسية الشعرية يشبهون دموع التماسيح
وما العيب إذا حملت سيفك بيدك اليسرى كي تطرد الأرواح الشريرة بأدب
ماالعيب إذا كان هناك من يأخذ ما أكلته الذئاب ويعيد أكله
ويدفع الحساب مرة أخرى تحت الطلب
ما العيب إذا تكسر قاربنا في عرض البحر الميت
وأشتهينا سمكة موسى وبعض النجاة
لا تعتذر إذا عاد ماردك مرة إخرى يقبض أتاوات عبور المناجيس
ويمشي خارج دائرة الوجود متبخترا بالطياليس
ولا تسحب جهاز التنفس الوحيد من رئتيك فلعلك المختار
ولعلك من إنتظرناه طويلا في دعاء قنوتنا
كي يعيد قبة الصخرة لمكانها الأصلي
ويجلد في زمرنا الدموية ذاك الكم من المخلفين والعصاة
لا تعتذر إذا تقطع نعل وحدتك العربية حين كان يعبر كتاب الموتى
ولم تجدصغار المسامير تلعب بجانب ميدان التحرير
ولم تجد غير أبواق ربيع عربي لا لون ولا شكل لها إلا ضجيجها العال
إنبطح أرضا حتى تمر الكلاب البرية المأجورة في الشام ثم أختزل قطيعك في جيبك وتوارى عن الأنظار
وأسحب ذهبك الذي كنزته في مطمور الغرب
وحاول أن تزكي عشرا منه كي يتناول القمر عشائه كاملا ليلة زفافه
حاول أن تذر محصولك في سنبله فالنيل لن يعود كما كان
ولا دجلة سترسل كما كانت رسائل العشق والهيام للفرات
لا تعتذر للآخرين حين تحبك حوريات الريح في مشرق خدرته لسعات الدبابير
فالزخم هنا تنشطه كل مورفولوجيات الإعتقاد البائسه
والكل ينتظر لحظة الخلاص المقدسة
ويدعي بأن فوله يستوي سريعا في قطرة ماء ولا داعي لحضور النار
هنا تنام القراطيس منذ زمان هيكلوه وقالوا حجة وداعنا كما لكم
وطعمة لطاقية أنهكها التيه ذات زلة مع أولي العزم
فيجب الجلوس وتنكيس النفوس حتى يمر السياف والرماة
لا تعتذر فقد حولوا أثداء نسائنا مزارا
وعلقوا لعب أطفالنا مع إطفالنا في خازوق أكله الصدأ
وحولوا جبة جدي وجلباب جدي إلى خرقة يستريح فيها البارود
وجعلوا الجدار الذي يريد أن ينقض حلبة لبكاء ختمته السوالف الطويلة بجلدة سوط لها كبرياء عريض المنكبين
لا تعتذر فقد يخرج ما تحت الأراضين غدا
ليقيم عرسه في القدس دون نجوم سداسية الإبعاد
بعدما تحالف الهلال مع السبع السماوات
خالد فريطاس الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق