الأحد، 26 يوليو 2020

..................
. أحمد المقراني
............
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏نص‏‏‏


المقامة الربيعية ... أين الربيع؟.
حدثنا مقيدش أبو الهموم الذي ومن شدة تراكم الهموم لا يرقد ولا يحلو له النوم، قال:
كم عقدنا على الربيــــــع آمــــالا °°°° وصبرنا مهما انتظارنا طــال
وسكبــــــــنا دمــوعنا ساخنــات °°°° ودمانا تستعـــــــــجل الآجال
ورأينا الربيع يزهـــــو بـــــزهر°°°° في ذرى المجد نغرس الآمال
°°°°°°°°
بعد حين أوقـد الحـــــــقد نـــارا°°°°والجحـــــيم أذبــــل الأزهـــارا
والعصافير غـــزاها اليــأس لمـا°°°°دعاها الموت أن تهجر الديارا
اخضرار الأرض لونته الدماء°°°°آلــــة القتـــل حولته احمـــرارا
في أمانيه اخضرار،في خفاياه اصفرار،وفي مراميه احمرار،وفي آخر لياليه أجج النار.
صمنا صوم المتيقن بأجر وصلاح عند نهاية الصوم، تضورنا جوعا وتحملنا، سحقنا العطش وجفت أبداننا وانتظرنا، تقنا للغيث الذي لاح في شكل سحب تنعقد في الأفق البعيد، وظننا أنها تقترب بسرعة منا، مسنا الألم وصبرنا.عللنا أنفسنا بإفطار يليق بصومنا، يذهب سغبنا، ويطفئ ظمأنا،أعد نشطاؤنا ما كنا نتمناه، ذبح عظيم سووه، وماء سلسبيل أحضروه، فاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة،ومكسرات من قشورها منزوعة. طلح منضود وعنب العنقود وتفاح يضاهي جمال الخدود.انتظرنا آذان الإفطار، ولم نشعر إلا والسماط بما حمل طار،وحل محـــله سماط آخر حفل بالعلقـــم والمــــرار. وفي عدد من بلداننا كان إخوان لنا ينتظرون مثلنا ما كنا ننتظره ، وما كنا نأمله،إلا أن هؤلاء لم يُشرفوا بأنفسـهم على تهيئة إفطارهم ، فوجئوا لما أحضر الإفطار المراد، فوجدوا الأطباق تغص بالجراد، ليس الجراد جراد البحر كما يتبادر إلى الذهن والفكر، بل هو جراد البر، المجتاح بقوة تعداده المنتشر،الذي لا يبقي من مظاهر الربيع ولا يذر،انعقد في السماء، وانتظره الدهماء والمغفلون والبلهاء،وظنوه سحاب مركوم سينزل عليهم بركات وماء. تذكروا حينها المثل الشعبي ذا المعنى والإفادة: (صام عام وفطر على جرادة). والسؤال من هم الذين حرموا من إفطارهم قسر الإرادة، ومنهم الذين ـ بعد صومهم ـ أفطروا على الجرادة؟.ومهما احمر البأس واشتد الخطب وران اليأس، فالدماء التي سحت قانية، والدموع التي سكبت ساخنة، هي الكفيلة بإحياء الربيع من جديد، وهزيمة من أقدموا على تشويه جمال الربيع أكيد، وحينها سنغني مع فريد: عاد الربيع من جديد . أحمد المقراني 26 ــ 7 ــ 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق