...............
د. محمد أبوخروب العبادي.
.............
همسة صباااااااحية :
محطة وقود !!!
هذا عنوان المقال :
يقول الراوي كنت مسافرا" قبل
أيام مع أسرتي الساعة الثانية
بعد منتصف الليل !!!
قبل الإنطلاق من البلدة التي كنت
فيها !!!
ولفت إنتباهي بأن الوقود
سينتهي !!!
توجهت لشراء بعض اللوازم !!!
وبعدها انطلقت !!!
ونسيت التزود بالوقود !!!!
وتذكرت هذا وأنا في الطريق !!!
كانت أول مرة في حياتي أذهب
للمكان الذي أسافر إليه !!!
لذلك لم أقلق في البداية ظنا"
مني أنني سأجد الكثير من
محطات الوقود في الطريق !!!
مع مرور الوقت والظلام الحالك
والطريق الموحش بدأ القلق
يتسرب لنفسي !!!
إتصلت بصديق وعلمت أن أول
محطة بنزين بعد مسافة طويلة
جداً !!!
تحول القلق إلى رعب !!!
تراجعت كل الإهتمامات
والمشاغل والمشاكل !!!
وانحصرت الآمال والأحلام
والهموم كلها في محطة وقود !!!
لم أعد أتمنى من الدنيا إلا
محطة وقود !!!
تضاءلت وتصاغرت كل المشاكل
التي كانت تشغلني منذ دقائق !!!
لاح ضوء من بعيد !!!
دب في القلب أمل واهن وفرح
مُعلق !!!
اقتربت !!!
لم تكن محطة وقود بل استراحة
فقيرة جداً !!!
شعرت بالإحباط !!!
سألت الرجل عن أقرب محطة
وقود !!!
كياني كله تعلق بفمه في إنتظار
إجابة !!!
بعد ٣ كم قال الرجل !!!
كدت أحتضنه لكني خشيت أن
تكون إجابة غير دقيقة !!!
أو محطة وقود ليس بها وقود
الليلة !!!
انطلقت وعيناي لا تفارق لمبة
البنزين !!!
مرت الثواني كالدهر !!!
أخيرا !!!
لمحت من بعيد محطة الوقود !!!
حين وصلت لم يكن هناك
أحد !!!
جعلت أبحث عمن أكلمه !!!
وفجأة ظهر رجل !!!
عندك بنزين ٩٥ !!!
قال :
نعم
كانت أجمل نعم سمعتها في
حياتي !!!
سجدت لله فوراً !!!
وحين انطلقت لاستكمال الرحلة
وأنا أشعر أنه كتب لي عمر
جديد !!!
جاء في بالي معنى يأتيني كل
رمضان !!!
رمضان أصلا هو :
محطة وقود !!!
تتزود منه لباقي العام !!!
كيف نضيعه !!!
كيف تجازف بالموت عطشا" !!!
كيف تمر بمحطة الوقود الوحيدة
فلا تتزود !!!
وفي حياة الكثيرين كل عام
يكون رمضان القادم هو
الأخير !!!
يعني آخر محطة للتزود قبل
القدوم على الله !!!
آخر محطة للتوبة والإستقامة
ورد المظالم وبر الوالدين وصلة
الرحم و....!!!
أعجبتني فنقلتها لكم !!!.
د. محمد أبوخروب العبادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق