الأربعاء، 29 أبريل 2020

................
محمد شفيع المرابط
.............
حوار مع ذاتي الشاعرة
سأل محمد الإنسان
محمدا الشاعر يوما
فقال :

ما لك و الشعر؟
فلا الناس تقرأ لك
و لا الأموال تجمع لك
فمالك تنثر حروفك
كزرع يابس في صحراء
لا هو يسقى فينبت
و لا أنت بعته
فكان أنفع لك؟ ...
فأجابت ذاتي الشاعرة
فقالت :
يا هذا ...
متى كان الشعر
يقيم بمال أو متاع؟
و متى كان الشاعر
ينظم شعره
لإرضاء الرعاع؟
هل رأيت يوما
أسدا في ملكه ...
يخاطب الضباع؟
إنما حروف شعري
جواهر مكنونة
لا تشترى أو تباع
هي حصيلة تجاربي
أخرجها ... لعل حصيفا
يرى فيها انتفاع ...
تعجب الإنسان داخلي
و تساءل :
فما لك لا تكتب
الشعر العمودي
و هو من أصل الشعر
و جوهره؟
و تكتب أصنافا أخرى
تختلف عنه اختلافا كليا
في بنيته و مظهره؟
فأجابت ذاتي الشاعرة
قائلة :
أصل الشعر
في المشاعر
و ليس في الشكل
أو في المظاهر
قد كان العمودي
فيما مضى
فصيح الكلام
عذب البيان
ينظم طبعا
من دون تكلف
فيملك العقل
قبل الجنان
فامتزج الناس
بين عرب و عجم
فضاعت الفصاحة
و انكسر الميزان
و رأيت الشعر
قد أضحى حرا
و مرسلا و رباعيا
يتلى بإتقان
و قصيدة منثورة
تسري معانيها
كبحر يزخر
بلؤلؤ و مرجان
و هايكو غريب
ثلاثي المقاطع
جاء إلينا
من أرض اليابان
فقطفت وردا
من كل حقل
و جعلت منها
أجمل بستان
فاختر لنفسك
أين تكون
في ذاك الزمان
أو هذا المكان ...
فصمت الإنسان
و انطلق الشاعر
يهدي وروده
فرحا ... و بالمجان

تأليف : محمد شفيع المرابط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق